حينما ألتفت للوراء يظهر لي بعض الإيماءات وإلإيحاءات الجميلة …على عكس السائد المألوف فالنظر للخلف له دلالات احياناً كثيرة تكون مزعجة وغير مقبولة ! فما الذي حدا بي أن اقول ماذكرته أعلاه ( .. بعض الإيماءات والإيحاءات الجميلة ) ؟! سأقتصر وأحصر كلماتي هنا فقط وبلمحة سريعة على علاقة الأبناء بالوالدين…
مواقف الآباء والأجداد مع آباءهم وأجدادهم فيها من الوقار والإحترام والطاعة ( العمياء) مايشهد لهم بالعزة والمحبة من الله فلا تكاد يرف طرف أحد الوالدين أو تغمض له جفن إلا وأولادهم وذرياتهم ممن يكونون معهم على جناح الإستجابة جاهزون وينفذون مايؤمرون ؛ طاعة لله ثم لوالديهم بدون أي تأفف أو إمتعاض!
أما الآن وأنا (انظر إلى الأمام لا إلى الخلف) – إلا من رحم ربي – فأرى العجب العجاب من الأبناء لدرجة والعياذ بالله العقوق والرفض لما يطلبه منهم والديهم !! ربما أنهم لا يعلمون أنهم يعصون أو يعقُّون ! لأنهم يتعايشون مع عالم الأجهزة والنت المفتوح وهم طبعاً لا يعيشون الجو الأسري الصحيح والذي كان مغلقاً ويجمعهم تحت سقف واحد و بآمر واحد هو رب الأسرة..
أقول لعل الإقتباسات والمشاهدات التي يرونها تنحدر عليهم كالسيل الهادر أخرجتهم من الجو الأسري المترابط المتعاون ! أم تراه لابد لنا من الإقرار بأننا لا نعلم ماالذي اوصلهم إلى هذا الحد من الجفاء والتمرد على الأسرة والوالدين ؟!! هل نقول أن التقنية وانتشار الاجهزة بكل أنواعها والنت المفتوح خلقت جيلاً جديداً ممسوخاً ومنسلخاً من العادات والقيم الإسلامية ؟! ( ولا زلت أقول إلا من رحم ربي ) إسمحوا لي أن أسميه .. جيل التقنية الجامد
أخيراً أقول:- لازال الأمل عندي قوياً بأن شبابنا بإذن الله وإن إبتعد فسيعود. كل هذه العوامل ربما عوامل قوية وتدعو للإثبات وتذهب لصحة ماذهبت اليه ! نستجير بالله.. ويا ويلنا إن غشانا نتيجة هذه التقنية مثل هذا ! فكل ماهو قادم مستقبلي يعتمد على هذا وستكون الشعوب والأمم في مرمى العقوق والعصيان والضياع الأسري (وبالأخص) العالم الإسلامي الذي من نوافله التعبد لله بطاعة الوالدين. قال تعالى [ وقضى ربك أن لاتعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا …] الآية. علينا أن نبحث عن ماهو مختلف عن ماتم ذكره ولعلنا نجد مخرجاً وسبباً آخر فنعالجه وننجى ! وإلا فإنها القاضية القريبة من (الحالقة)!
التعليقات