هل يسير سكان الكرة الأرضيّة اليوم إلى المجهول؟.. على المستوى السياسي نعلم أن معظم دول اليوم تشكّلت بالقهر العسكري وفرض الحدود بعد حربين عالميتين تسببتا في مقتل قرابة مئة مليون إنسان، وعلى المستوى العسكري الحالي تحتفظ تسع دول نوويّة معروفة ( الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين والهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشماليّة ) بما يقدر بـ 13400 سلاح نووي في تقديرات العام 2020. وعلى مستوى الأوبئة جاء وباء كورونا ليتسبب في مقتل قرابة مليوني شخص خلال العام 2020 مع إصابات قاربت تسعين مليونا في كل أركان المعمورة.
وفي مجال الصحة العامة تنذر مشكلة التغير المناخي بآثار صحيّة كبيرة، وفقًا لمنظمة الصحة العالميّة، حيث تقول المنظمة إن تلوث الهواء يتسبب وحده في مقتل ما يقدر بنحو سبعة ملايين شخص سنويًا، بالإضافة إلى أن أكثر من 25 % من #الوفيات الناجمة عن أمراض الجهاز التنفسي المزمنة والنوبات القلبيّة وسرطان الرئة والسكتة الدماغيّة تُعزى إلى نفس الانبعاثات المسؤولة عن الاحتباس الحراري.
على المستوى الإنساني نجد أن إنسان مجتمعات اليوم يستهلك كثيرا من الطعام غير الصحي، حيث تقدّر عائدات صناعة الوجبات السريعة العالميّة هذا العام بحوالي 781 مليار دولار. وقد أدى الاعتماد المتزايد على هذه الوجبات وآثارها في ارتفاع أعداد من يصابون بزيادة الوزن والسمنة، وداء السكري من النوع الثاني وكذلك أمراض القلب والأوعيّة الدمويّة.
وعلى المستوى الاجتماعي والثقافي نرى كيف بدأت تتضاءل أدوار الثقافات المحليّة وتسود ثقافة عالميّة تشجع على الاستهلاك والأنانيّة الفرديّة باسم الشهرة والنجاح، وفي هذا المجال نرى كيف تغيّر هيكل ودور الأسرة وتراجع حضور الأديان في بناء ومرجعيّة منظومة القيم والعلاقات، ومن نتائج ذلك، انخفاض نسبة الأشخاص الذين يتزوجون في العقود الأخيرة في معظم البلدان. ويكفي أن نعرف أن معدّل الطلاق على المستوى العالمي ارتفع بنسبة 251.8 % بالمقارنة بين العام 1960 والعام 2017، وتتصدر النسب العالية دول أوروبا والولايات المتحدة.
وبخصوص الفقر يقول البنك الدولي إن معدل الفقر المدقع العالمي ارتفع في العام 2020 لأول مرة منذ أكثر من 20 عامًا، وتشير ساعة مراقبة الفقر العالمي (worldpoverty.io) إلى وجود أكثر من 740 مليون شخص يعيشون في فقر شديد (Extreme Poverty) بيننا الآن، وبطبيعة الحال لا يمكن إغفال الصراعات العرقيّة والدينيّة التي تغذّي كل مهددات السلم الاجتماعي وتنذر بالمزيد من عدم الاستقرار في مجتمعات كثيرة.
قال ومضى .. ما أعجب الشمعة!، تظل تضيء للسالكين حتى يقضي عليها لهيبها.
التعليقات