كم هو مؤلم أن يعيش المواطن حلما مزعجا بالليل يتجرعه ولا يكاد يسيغه هواناً وذلاً أمام بوابات شركة الكهرباء ووزارة المياه لرفع مظالم الفواتير التي تقصم الظهور وتقضم الرواتب حتى أصبح المواطن يعيش (فوبيا) الفواتير نهاية كل شهر.. الحقيقة المرة أن هناك بوناً شاسعاً في قيمة الفواتير سواء فواتير المياة أو الكهرباء وبين الاستهلاك الحقيقي، وليس هناك أي إجابات مقنعة لهذا الارتفاع الصادم لأصحاب الدخول المتواضعة، وارتفاع قيمة الفواتير ليس متدرجا بل تقفز أحيانا فتمتص كل ذات اليد ويبقى هذا المواطن حائرا ماذا يمكنه فعله لمعالجة هذه الفواتير التي تطارده في نومه وصحوه ؟!! ولا يمكنه الاستغناء عن الماء والكهرباء فهما كالهواء لا حياة بدونه.
يحدثني بعض الجيران أن هناك عدادات كهرباء تعمل حسب حاجة المستهلك، بمعنى أن هناك شاشة تظهر في المنزل ترتبط بالعداد تبين مقدار الاستهلاك، تشحن حسب الحاجة وتفصل إذا زاد الاستهلاك ثم تشحن من جديد وتعود للعمل فورا مجرد شحن العداد حسب الحاجة وحسب الإمكانات كما تعمل شريحة الجوال إذا انتهى الشحن يدفع المبلغ المستحق ويعاد الشحن ويعود للعمل، وتستمر الحياة في يسر وسهولة بلا هم ولا مراجعة للجهات المعنية، والوقوف على الأبواب بلا جواب.
إن تراكم قيمة الفواتير يزيد من معاناة المستهلك، بمعنى أنه يستمر التيار وتتضاعف قيمة الفاتورة حتى يصبح من المستحيل أن يتمكن المستهلك من سداد المبلغ ولو بالتقسيط لأنه يتعارض مع الفاتورة الشهرية التي تضاف الى قيمة القسط المطلوب، وبالتالي تتعاظم المعاناة ويبقى المواطن يعيش همه بلا نهاية.. تصريح مدير المياه الأخير كشف ضعف الأداء وتدني مستوى الإشراف والمتابعة ومدى مطابقة عدادات المياه الذكية للمواصفات السعودية والقراءات التقديرية لاستهلاك المياه، وقد انتفضت وزارة البيئة والمياه لمعالجة الموقف والنظر في معالجة احتجاجات المواطنين المتضررين ومعالجة الحالات المترتبة على احتجاجات المواطنين المتضررين وكما يقال: ( أسمع جعجعة ولا أرى طحنا ).
والمطلوب إعادة النظر في مشاكل الفواتير المتكررة والعمل على حلها بما يخفف على المواطن من أعباء هذه الفواتير وايجاد الحلول التي لا تضر بالمصلحة العامة ولا تثقل كاهل المواطن الذي يعاني من متطلبات الأسرة التي تتعلق بحركة الحياة اليومية التي لا تتوقف ولا تنتهي. وقبل الختام أتساءل لماذا هذه الفوقية لدى التنفيذيين عندما يراجع أحد المتضررين والرد بجفوة ؟! ماذا لو افترض هذا المسؤول أنه هو ذلك المواطن الذي يتظلم من جور الفاتورة سواء كانت للكهرباء أو المياه او لحاجة ما، وكيف يكون حاله مع هذه الفوقية التي يمارسها بعض المسؤولين المعنيين ؟!!
وفي الختام نذكر بقول الإمام الشافعي :
الناس بالناس مادام الحياء بهـــم .. والسعد لا شك تارات وهبـــات
وأفضل الناس ما بين الورى رجل .. تقضى على يده للناس حاجات
لا تمنعن يد المعروف عن أحــــــد .. ما دمت مقتدرا والسعد هبـــات
واشكر فضائل صنع الله اذ جـعلت .. إليك لا لك عند الناس حاجــــات
التعليقات