حين ترغب أي حكومة جادّة مخلصة لوطنها وشعبها، في العدالة والتنمية والرقي والأزدهار، فإنها لاتترد في أن يكون هدفها الأول هو إبعاد بلادها وشعبها عن الفساد بكل أشكاله، والقضاء على أي فساد حدث أويحدث في وزاراتها ومؤسساتها الحكومية والخاصة، ودون أي تفريق بين مَن تَورط أويتورط في أي فساد، سواء كان صغيرا أوكبيراً، وسواء كان أميرا أوزيرا أوصاحب مركزٍ كبير أوصغير أو أي شخص كان ومهما يكن، وسواء كان مواطناً أومقيما.
فيكون الناس جميعا كأسنان المشط لا فرق بينهم لدى حكومتهم عند ميزان العدالة! وهذا هو الذي تعمل به حكومتنا الرشيدة وفقها الله، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله تعالى. إنّ هذا المفهوم الراقي والعادل ( لا فساد لتحيا البلاد والعباد ) هو مفهوم شرعي أصيل قد ترسّخَ لدى خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين منذ أن شَبّا على هذه البلاد الغالية.
وهو الذي يتفعّل في هذا الوطن الكريم بكل صدق وشفافية، فيُطَهِر إداراتها من كل شائبة وفساد قد أحدثها المفسدون لاكثَّرهم الله، والذي تقوم هيئة الرقابة ومكافحة الفساد ( نزاهة ) بمتابعته والإشراف عليه فلا تكلّ ولاتملّ بعون الله عن هذا الدأب الشريف، وهي التي تحثُّ المواطنين على التعاون معها بكل صدق للإبلاغ عن أي متورط ترمقه أعينهم أوتعلم بفساده!
فها نحن نرى ونسمع من حين إلى أخر ما أنجزته هذه الهيئة الموقرةوما تنجزه من اصطياد للعابثين في أعمالهم الوظيفية سواء كانت حكومية أوخاصة، وفي أي مجالٍ أو تعامل كان! وها نحن نرى أصحاب مناصب عالية وأصحاب مراتب سامقة ورتب رفيعة وقد تهاووا في شراك ( نزاهة ) ووقعوا في شرِّ أعمالهم التي أقدموا عليها، فلا هُم اتقوا الله وخافوا عذابه ولاهم حرصوا على طاعة ولاة أمرهم، وأخلصوا لبلادهم، وأخلصوا مهنياً في وظائفهم، فهم لم يَقْنعوا برواتبهم المجزئة ومكافأتهم النظامية الدورية.
وحتى وإن كانت وظيفة المواطن الشريف الأبي متواضعة وراتبه قليل، وفي قلبه تقوى وبين جوانحه إخلاص لمليكه ووطنه، فإن من المُحال أن يُقْدم على رعونة الفساد أبداً، .. ماعاش على الارض. ووالله وتالله ماشَمَتنا بأحدٍ من المسلمين وقع في خطأ سواء كان كبيرا أوصغيرا.. غير أننا لانرضى لهم ماوقعوا فيه، ولانرضى أن يُساء لبلادنا في وزاراتها وإداراتها ومؤسساتها بسوء، ولا نرضى أن تُهدر أموال هذه البلاد بين أيدي العابثين، ولانقبل أن تضيع موارد الدولة للفاسدين والمرتشين!
والحمد لله رب العالمين الذي مكّن المخلصين لهذه البلاد من استرداد ملايين الريالات لخزينة الدولة، لتصُبَّ في مصلحة بلادنا لنمائها وازدهارها ودرء الشرّ عنها وحماية ثغورها، وإسعاد شعبها الكريم. قال الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾! ويقول تعالى : ( .. وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾!!
التعليقات