الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

النصف الملآن – بقلم الكاتب أ. عمر عقيل المصلحي

النصف الملآن – بقلم الكاتب أ. عمر عقيل المصلحي

 

العيار الذي لا يصيب يُدْوِش، هذه مقولة فيها جانب من الصحة؛ لأن الصورة الذهنية عن الأشخاص تبنى على السيرة الذاتية لهم، لكن ليست السيرة الذاتية التي يكتبونها عن أنفسهم، بل التي يكتبها من هو خارج السرب ويكتبها على عجل وبمداد من بحر الجرأة المطلقة يشوبها شيء من خيال باهت لا يسمن ولا يغني من جوع كحاطب ليل يجمع بين قليل مفيد وكثير رديء..

وعلى تلك السيرة البالية يبنى الحكم والصورة الذهنية المشوهة على الأشخاص، وذاك ظلم جائر يقلب الموازين، ويجعل الصفو عكراً، يحجب كل حسن ويظهر كل سوء، يجعل النهار ليلا، والليل أشد حلاكة، ليل بهيم ونهار سقيم .

لذلك يجب علينا أن نغير الصورة الذهنية المشوهة بصور ذهنية أكثر إشراقا وأنقى إسنادا، علينا دائما أن ننظر للجانب المشرق في الشخصية الإنسانية، ننظر للجزء الملآن من الكوب، نحدق في البياض الناصع ولانركز على النقطة المعتمة، فلو شئنا جعلنا الماء الأجاج الذي لا نكاد نسيغه ماء حلواً سائغاً شرابة لذة للشاربين.

فالإنسان يجب أن يختار أحسن القول وأسلمة، وأنقاه، وأصدقه، والله سبحانه وتعالى أمر بالعدل حتى مع الخصم فما بالك بأخيك المسلم فيقول الله تعالى في محكم تنزيله : “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون.” 

علينا أن نكتب أخطاء وزلات الآخرين على تل الرمال، لتمحوها الرياح فلا يبقى لها أثراً، وننقش حسنات الآخرين في الصخور لتبقى مدى الأزمان ولاننسى إحسانهم، وندعوا لهم بالخير في كل حين.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *