الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

جو بايدن “مسيرة وملفات” – بقلم الدكتور فايز الشهري

جو بايدن “مسيرة وملفات” – بقلم الدكتور فايز الشهري

 

في العشرين من نوفمبر من هذا الشهر 2020، يدخل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ( جوزيف روبينيت بايدن ) عامه الثامن والسبعين بوصفه أكبر رئيس أميركي عمراً في تاريخ أميركا، تقول الروايات المبكرة إن بايدن – الطفل – عانى كثيراً في طفولته من مشكلة التلعثم في الكلام ولكنه تغلب عليها في النهاية بمثابرته على حفظ مقاطع طويلة من الشعر وترديدها بصوت عالٍ أمام المرآة، وبعد تخرجه من كلية الحقوق أصبح بايدن عضواً نشطاً في الحزب الديموقراطي وقد انتخب العام 1970 لمجلس مقاطعة نيو كاسل، وفي العام 1972 شجعه الحزب الديموقراطي لولاية ديلاوير وهو في عمر 29 عاماً على الترشح لمجلس الشيوخ الأميركي ضد المرشح الجمهوري في الولاية، نظم بايدن حملة نشطة بمساعدة والديه وشقيقته فاليري التي قامت بإدارة الحملة وكانت المفاجأة أن بايدن حقّق فوزاً مباغتاً ليصبح خامس أصغر عضو في مجلس الشيوخ في تاريخ الولايات المتحدة.

بدأت خطط بايدن للترشّح للرئاسة الأميركية منذ العام 1987، ولكنه اضطر للانسحاب من الانتخابات التمهيديّة للحزب الديموقراطي حينها بعد اعترافه بسرقة خطاب لزعيم حزب العمال البريطاني آنذاك نيل كينوك، وبعد مضي عشرين عاماً على تلك المحاولة الفاشلة قرّر بايدن العام 2007 الترشح مرة أخرى، ولكن حملته داخل الحزب لم تحقق الزخم المطلوب أمام وهج هيلاري كلينتون وباراك أوباما ما اضطره للانسحاب بعد حصوله على أقل من 1% من الأصوات في المؤتمرات الحزبيّة في ولاية أيوا، وبعين السياسي المنتهز للفرص اختاره أوباما مرشحه لنائب الرئيس مستفيداً من صورة – رجل أبيض – تعود جذوره للطبقة العاملة، وهي صفة ساعدت حملة أوباما للوصول إلى الناخبين ذوي الياقات الزرقاء في الولايات المتأرجحة مثل أوهايو وبنسلفانيا.

بايدن يلعب كأي سياسي بالأوراق الرابحة في الداخل الأميركي وكان له آراء متفاوتة بخصوص المناخ، والهجرة، وتعافي الاقتصاد من خلال الضرائب، وعلى الصعيد الخارجي يبدو بايدن ملتزماً خط أوباما السياسي إلى حد ما، إذ لم تصدر إشارات إلى تغيرات استراتيجيّة واضحة، بايدن يظهر في تصريحاته مع الحلول السلميّة في سوريا، وليبيا، والعراق، واليمن، ويميل إلى المفاوضات في حل النزاعات.

بايدن يدعو للتفاوض التجاري مع الصين حول التجارة، ومع إيران حول الملف النووي، وهو بطبيعة الحال مساند وحليف لإسرائيل ويدعو إلى مواصلة دعمها لتبقى قويّة متقدمة على جيرانها.

– قال ومضى : إذا لم تنل شرف قول الحقيقة، فلا تكن عائقاً أمام من يخدمونها.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *