الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

تركي الحمد .. الى أين سينتهي بك المطاف؟! – بقلم أ. صالح الشهري

تركي الحمد .. الى أين سينتهي بك المطاف؟! – بقلم أ. صالح الشهري

 

إن تاريخ “تركي الحمد” مليء بالمتناقضات وله سجل حافل بكثير من الإسقاطات التي تمس الدين والعقيدة، ولم يكن في يوم من الأيام متصالحا مع جماعة المسلمين، وكان في بداياته منتميا لحزب البعث وكان له ميول شيوعية وقد أدخل السجن في سن مبكر لم يتجاوز العشرين عاما، وقد تشرب بالثقافة الغربية حتى أصبح محاربا للقيم الإسلامية المحافظة..

وله تغريدات تسيء للدين والعقيدة، وفي حديث له عن الأزمة التي أثارتها الرسوم المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام اتهم التراث الإسلامي بأنه هو من تسبب في هذه الرسومات المتطرفة، وعلى راسها صحيح البخاري. لقد كشف عن تطرفه عندما أتهم (صحيح البخاري) بأنه متناقض مع (القرآن الكريم) كما ورد في تغريدته الأخيرة الصادمة لكل المسلمين. هذه التغريدة كما وردت على لسانه وسطرتها أنامله: (علينا ان ننتقد تراثنا الذي وفر هذه المادة الحية لهذه الرسومات وأولها صحيح البخاري من خلال هذا الكتاب ومقارنته بالقرآن الكريم أجد أنه يتناقض معه تماما) هذه القشة التي قصمت ظهر البعير. 

يا “تركي” إنك لا تعيش هم وطنك ولم تتفاعل مع الأحداث من حولنا ولم تدافع عن قضايا الأمة، والتحول 2030 وشموخه، وقضايا الفساد والاعتداءات الحوثية الإيرانية على الحدود، والمنشآت الاقتصادية، ولم ترد على ما تهذي به قناة الجزيرة من تطاول على المملكة العربية السعودية، وكل همكم الطعن في الدين والأحاديث النبوية والتي لم يستطع أحد الطعن فيها حتى من خارج الملة والدين، ولم يتجرأ أحد أن يقول مثل هذا القول الذي لم يسبقكم عليه أحد من أئمة المسلمين وعامتهم.

يا “تركي” الى أين سوف ينتهي بك هذا الجنوح وهذا التطاول على أهم المصادر التشريعية في الإسلام وهو (صحيح البخاري) ؟؟!!.
إن هذه التغريدة أشد على الإسلام والمسلمين من بعض الرسومات التي تسيء للحبيب محمد عليه الصلاة والسلام وقد طويت وانتهت، أما هذه التغريدة فسوف تبقى سهماً مسموماً في تخيلاتك المتطرفة وسوف يتداولها المسلمون بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى أن يجازيك بما تستحق. حتى المستشرقين لم يقولوا بمثل ما سطرته اناملك للنيل من هذا الكتاب المبارك ومن التاريخ الإسلامي، والبعض منهم قال: إنه أكثر صفاء ونقاء من كل المرجعيات كما جاء من صاحبه.

لقد تجاوزت “السبعين” من العمر ولم تفكر في عمل يقربك الى الله وتبتعد عن هذا التطرف والنيل من ثوابت الدين الا سلامي الحنيف، ولم تكن مضطرا لمحاربة الدين الإسلامي بالطعن في أدق وأصدق المصادر الصحيحة للأحاديث النبوية، وأنت تعلم يقينا أنها بوحي من الله سبحانه الى النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام، كما قال جل في علاه :(وما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحي يوحى) ، وقال سبحانه وتعالى:( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب)..

وكان من الواجب عليك يا “تركي” اذا التبس عليك أمر من أمور الدين أن تسأل أهل العلم الشرعي والفقه الإسلامي، كما قال تعالى : (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) لكي لا تقع في المحظور وتكشف ضحالة ثقافتك الدينية فتغرد بمثل هذه التغريدة السيئة والتي استفزت كل مشاعر المسلمين، وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني، وكم من كلمة لا يلقي لها صاحبها بالاً تهوي به في جهنم..

ولقد استنكر كل المغردين من المسلمين والمسلمات الغيورين على دينهم على وسائل التواصل الاجتماعي استنكارا ورفضا لهذا الأمر الخطير الذي أقدمت عليه والذي تجاوز كل المحاذير في حق كتاب (صحيح البخاري) والذي يعتبر المرجع الذي تعتمد عليه وتثق فيه كل المرجعيات الدينية، إنه الكتاب الوثائقي للأحاديث النبوية الصحيحة في كل المذاهب، وهو أشهر كتب الحديث النبوي على الاطلاق عند أهل السنة والجماعة، والله المستعان.
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *