لقد كان المنظر مؤلما لسيارة تجتاز ساحة الحرم الخارجي الى أحد أبواب الحرم الشريف دون أي عائق أو مانع أو أي وسيلة تعيق تقدمها وكأنها في ملعب كرة قدم حتى اصطدمت بأحد الأبواب الداخلية للمسجد الحرام، وكادت تدهس الكثير من مرتادي الحرم للصلاة والعبادة لولا لطف الله حيث كانت المنطقة خالية من المعتمرين والمصلين.
يا صاحب المعالي إن ساحات الحرم الخارجي ينبغي أن تكون محصنة بصبّات خرسانية، ولا يسمح لأي سيارة أو معدة بالدخول إلا من خلال هذه البوابات المعدة للخدمة والصيانة، ثم ألا يوجد عوائق أو موانع آلية يتحكم بها رجال الأمن تستخدم للطوارئ وفي الحالات الطارئة عند أبواب الحرم ؟؟!!! لأن دخول هذه السيارة بهذه السرعة دون أي اعتراض يعد صدمة موجعة لكل أبناء الوطن.
إن ساحات الحرم تعتبر خط أحمر ينبغي ألا يسمح لأي عربة بالدخول إليها إلا للصيانة والبناء، ولابد من اجراءات وقائية ضد أي معدة أو سيارة (عربة) تحاول الدخول الى هذه الساحات لضمان الأمن والسلامة لكل مرتادي الحرم الشريف للصلاة والعبادة.
لم يكن يخطر على البال أن تدخل سيارة بهذه السرعة دون إعاقة الى باب من أبواب الحرم، وأعلم يقينا أن هذا الخلل الأمني يقع على الجهات الأمنية المعنية لكنها بالقطع تقع تحت مسؤوليتكم، ولابد من إجراءات عاجلة لمعالجة كل الثغرات الأمنية الخطيرة التي قد تتسبب في أضرار بشرية ومادية خطيرة لا سمح الله.
إنني أعلم يقينا مقدار حرصكم والجهات الأمنية لتوفير أقصى درجات الحماية من أي مخاطر تعرّض حياة رواد الحرم الشريف للخطر، لكن ياصاحب المعالي لابد من استراتيجية أمنية لحماية منطقة الحرم الشريف على المدى القريب والمنظور والبعيد، لأن الأمر يتعلق بأمن وسلامة الحجاج والمعتمرين والركع السجود.
ألم يتخذ الملك سلمان حفظه الله صفة خادم الحرمين الشريفين لتكون جزءا من اسمه لتلتصق بدوره العظيم لخدمة الحرمين الشريفين وأمنها وسلامتها؟ وهذه تزيد من مضاعفة كل الجهود لاتخاذ كل الاجراءات الوقائية والأمنية والسلامة للجميع.
وختاما.. أسأل الله أن يحفظ الحرمين الشريفين من كل سوء ومكروه، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا وحدودنا وقيادتنا الراشدة وأن يديم عليها الأمن والسلام، والحمد لله رب العالمين.
التعليقات