قيل لي يوما أن اترك المكان الذي ولدت وترعرعت فيه ثم اجمع ذكرياتك المريره ودعها تتناثر على جانبي الطريق الذي يوصلك الى الضفة الآخرى من الحياة..
الحياة التي يحلم بها كل انسان ينشد الرقي والسلام والأمن والهدوء والجمال وتحقيق الطموح لعلك تنسى فتسلى..
ثم تناس اولئك الذين صحبتهم في طفولتك وبعض سنين عمرك.. تناس مجتمعك الذي تذكى فيه صراعات اجتماعية وسلوكية وفكرية بغيضة بغض ألم الحرمان واليتم والطفولة البائسة بغض ألم نشاز إنسان تلك الأماكن عن كل ماهو جميل..
تناس أصحابك أهلك وأحبابك تناس الاماكن التي عشقتها.. تناس الشقاء الذي صاحب جسدك الغض ونفسك الطموحه فقد تجد في العالم الآخر بصيص أمل وطوق نجاة لما تصبو اليه نفسك ويسلو به فؤادك..
حملت ذلك في نفسي ثم رحلت ذات مرة في رحلة كانت هي رحلة الأمل الى عالم تخيلت فيه الحياة الحقة بكل صورها الجميله فكان ما تخيلته حقيقة ماثلة أمامي فقد رأيت وعشت هناك أجمل أيام العمر سلوك انساني راقي في كل مجالات الحياة..
هناك حيث لا تجد عيون ترقب شكلك ولونك وتصرفاتك ومن أي عرق أنت وهل انت غني أم فقير طويل أم قصير صحيح أم ضرير هناك حيث للإنسانيه معنى وللانسان مكانة..
حياة تنسي من كان صعب عليه النسيان تنسيه صراعات المعتقدات والأهواء في مجتمع كمجتمعي الا ان كل ماجمعته من ذكريات لم تسقط ولم تتناثر من ذاكرتي المترعة بكل ألم بل زادت جذوتها في النفس فعدت الى وطني أحمل آمال منكسره وآلام غائره فليس اعظم ألما من ان تكون غريب في وطنك ويتيم بين أبويك..
اذا إذهب لتعيش وترى الجمال فليس جميلا من لا يرى في الوجود شيئا جميلا.
التعليقات