الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

قصائد إلى تنومة – بقلم الكاتب أ. فوزية الشهري

قصائد إلى تنومة – بقلم الكاتب أ. فوزية الشهري

 

تنومة البهية الرائعة التي تزينت بغيومها القطنية وجبالها الشاهقة ومدرجاتها البديعة وشلالاتها المتدفقة، تنومة الهادئة الحالمة التي تجعلك تدرك معنى جمال الطبيعة وروعتها. شغفت بتنومة القلوب وهامت بها النفوس ولها من العشاق الكثير فهي ملهمة الشعراء وملاذ قلوب المحبين من أبنائها وغيرهم.

حريق غابات تنومة أثار قريحة عشاقها فمنظر تفحم أشجار العرعر وتلك الغابات الخضراء التي تحولت إلى سواد أحزنت جميع سكانها ومحبيها وكل من عرف تلك الفاتنة وتفاعل الشعراء مع هذا الحادث الأليم وجادت قريحتهم بأجمل القصائد وأحببت أن نستعرض بعض ماقيل من قصائد المواساة للساحرة في مصابها.

(1) الدكتور علي الشهري .. يصف الحريق بقصيدة كتبها بمشاعر محب آلمه مصابها فيقول :

كفى لهيب النار في جسم زهراء .. تنومة العذراء سلامـــــــــتك من النار

قمم جبال شاهقات وخضــــــراء .. وسفوحها أخدود ومزارع ومحــــــفار

لحافها غيمــــة وضباب ودهناء .. مع شروق الشمس يصير الندى بخار

في غفلة الحراس في ليل ظلماء .. شب القبس في ثوبها واهــــــج النار

استنجدت والصوت مبحوح تكفا .. النجدة النجدة كلت جسمــــــــي النار

(2) ( بي عنك ) تلك الكلمة التي يربت ويطبطب بها أهل تنومة على كتف كل متعب للتخفيف من ألمه وتعبه وها هو شاعر تنومة ينشد لها :

بي عن تنومة ناس وبيوت وأشجار .. وبي عن شوارعها وبي عن نسمها

يارب بـــــــــدل صالي النار بأمطار .. والناس تسرح صبح ترعى غنمــها

(3) ويواسي الشاعر الكبير محمد العريعر تنومة وأهلها بأبيات عذبة يقول فيها :

‏سلامتك يالمزهرة يالرحومــه .. بقلوب حسادك تزيد السعايـــــــــر

‏على خدودك صبحنا يا تنومة .. تضحك لنا زهورك وتشرق حراير

وأخيراً .. كل حدث مهما كان سيئ فإن لابد أن يكون له جوانب إيجابية مضيئة تعلمنا الكثير، حريق تنومة كان حدثا مؤلما ومؤسفا لكن أخرج لنا هذا الجمال الشعري الذي أتمنى تدوينه وحفظه لصونه من الضياع أو النسيان.

الزبدة : محن الحياة تنضج الإنسان على نار الألم .. «عبدالوهاب مطاوع».

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *