الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

مناجاة – بقلم الكاتب أ. محمد بن أحمد الشهري

مناجاة – بقلم الكاتب أ. محمد بن أحمد الشهري

 

إلهي لقد كرهت هذه الحياة بكل تفاصيلها فقد غرتني على بدءٍ وتركتني بلا عَودٍ دون زاد فلا عَودُُ على بدءٍ اليست هذه الحياة هي الدنيا والدنيا من الدناءة تعددت أسماؤها وأوصافها واتحدت في مفاهيمها فهي دنيئة حقيرة لا ترقى الى درجة التبرير أن نتعلق بها ونغوص في ملذاتها وشهواتها..

رباه لايمر علي يوم إلا وأمعن التفكير في أمم قد خلت متدبرا في حال هذه الدنيا الخداعة وأمعن التأمل في تصاريف الله فيها وفي تقلبها من حال الى حال دون قرار أو ثبات نأمن فيه مكرها ..

فأنكفئ على ذاتي أبحث عن ذاتي من اين أتيت وإلى أين أنا ذاهب وأين سيستقر بي المقام يوم يطول بنا المقام في تلكم العرصات الصفصف وماذا أخذت من الحياة وماذا تركت..

رباه لا اعلم أحدا من الخلائق كائن من كان.. كان ملكا او دون ذلك ترك الدنيا وفي يده شيء منها بل لفَضَته الحياة الى غياهب القبور وحيدا متجرداً من كل شيء بعد غنى أو فقر او سعادة وحزن وشقاء  وبعد كبدٍ ومصائب وهموم وغموم وفقد أحبة وأسقام وآلام فلم تبكي عليه السماء..

ولم تهتز لموته الأرض ولم تتوقف الحياة عند موته ولم يخلّد في ذاكرة البشر والتاريخ بل آل مع طول الزمن الى النسيان والعدم تتعاقب على جسده ديدان الارض وكائناتها الدقيقه ليتحلل وكأن لم يكن يوما على الأرض يسير أو كان ذا شأن او كان حقير فإما بحسن عمل يكون سعيد او بسوءه يلقى وعيد..

رباه انني أُرفِق حسن الظن بك بخوفي من عقابك فتطمئن نفسي وتسكن بالرجاء في رحمتك وعفوك وستر ذنوبي يوم أن كبُرت وتعاظمت سيئاتي وتضآلت حسناتي حتى ظننت ان لاعملاً صالحا يشفع لي يوم أن ألقاك خجِلا وجِلا فركنت الى حسن ظني بك فانت عند حسن ظن عبدك المسكين الغارق في الذنوب والمعاصي والمنهك من وعثاء الحياة ونصبها  ووصبها.. نعم عبدك الذي انهكه التفكير في يوم يجعل الولدان شيبا يومُُ عصي عن الوصف والتحليل إذ لا يعلم كنهه إلا انت..

رباه أفرِغ علي صبرا وألحقني بالصالحين فانت الذي أطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *