نحمد الله تعالى الذي قدّر ولطف، أقول هذا وقد فُجعنا جميعاً بما حصل في الأسبوع الماضي من اندلاع الحرائق الضخمة في إحدى المناطق الجبلية الواقعة شمال مُحافظة تُنومة بني شهر، ولأن هذا الحدث قد حظـي باهتمامٍ كبيرٍ من المتابعين في مختلف وسائل التواصل الاجتماعـي الحديثة؛ حتى أن بعض التقارير أشارت إلى أن (الهاشتاق) الذي يحمل اسم “حريق تنومة” تصدَّر الساحة، وكان الأعلى تغريداً في السعودية، وعددٍ من الدول العربية من بينها: الإمارات، والكويت، وسلطنة عُمان، ومصـر، والأردن.
فإن متابعتي لمجريات هذا الحدث قد جعلتني أقف أمام مجموعةٌغير قليلةٍ من المشاركات المتنوعة التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعـي كـــ ( التويتر، والواتس أب، والسناب شات، وما في حكمها )، والتي تتناول في مجموعها عدداً من الآراء والاقتراحات الجميلة، ووجهات النظر الواعية التي تتمحور حول كيفية التعامل المقترحة التي يُفترض القيام بها فـي الفترة القادمة لإعادة تأهيل المنطقة الجبلية التي تعرضت للاحتراق في الجزء الشمالي من محافظة تُنومة بني شهر خلال الفترة من يوم الأربعاء 4/3/1442هـ إلى يوم الأحد 8/3/1442هـ تقريباً، والتي قدَّرت بما مساحته (4,700,000 متر مربع) تقريباً، حسب ما أوضحه المتحدث الأمني لوزارة الداخلية مؤخراً.
وهنا أقول: إن من الواجب على الجهات المعنية أن تعمل في هذا الصدد، وفق خطة عمل مدروسةٍ ومُحددةٍ ومنضبطةٍ لغرض استثمار هذا الحدث الذي تصدت له أجهزة الدولة، وحظـي باهتمامٍ رسمـيٍ وشعبيٍ كبير، وتناولته سائل الإعلام الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي حتى كان بمثابة الحدث الأبرز محلياً طوال ما يزيد عن أسبوعٍ من الزمن ولا يزال، بل إنني لن أكون مبالغاً حينما أصفه بأنه كان حديث الساحة.
وحتى لا أطيل فإنني أُلخِص مقترحـي في ثلاث نقاط، هـي:
(1) ضـرورة المبادرة والاستعجال في تشكيل فريق عمل من المعنيين في المجال الإعلامـي لرصد وجمع وحفظ مجموعة الأخبار والتقارير الإعلامية التي تحدثت عن الحدث، إضافةً إلى توثيق جميع الصور والمقاطع ومشاعر التعاطف التي أبداها أبناء المجتمع على اختلاف فئاتهم في مختلف الوسائل الحديثة، ويشمل ذلك ما تم إعداده من لقاءاتٍ مع المواطنين والمسؤولين، وكل ماله صلةٌ بهذا الموضوع، وتضمينها في ملفٍ إعلاميٍ مرئيٍ ومصوّر، ليكون مرجعاً يُمكن الإفادة منه مستقبلاً في توثيق مجريات هذا الحدث، وكيفية معالجة آثار هذا الحريق، وكيفية التصدي لما هو في حُكمه من الأحداث لو حدثت مستقبلاً (لا سمح الله).
(2) العمل الجاد على تكليف عددٍ من الجهات المعنية بهذا الشأن تحت إشـراف إمارة المنطقة، لغرض العمل الجاد والمستمر على رسم خطة ميدانية مدروسة لإعادة تأهيل مكان الحريق، وإعادة زراعته بأنواعٍ مختلفة من الشتلات النباتية المناسبة سواءً أكانت مُعمرةً أو مُثمرةً أو جمالية، وبطريقةٍ مدروسةٍ واستثماريةٍ يمكن أن تخدم المنطقة في المستقبل سياحياً واقتصادياً بالتعاون مع القطاعات الحكومية والأهلية وأبناء المنطقة من رجال الأعمال والشباب المُقتدرين والمتطوعين، وفق ضوابط مُعيّنة، لاسيما وأن ذلك سيكون من منطلق استثمار الحدث وتحويله بإذن الله تعالى إلى منحةٍ بعد أن كان محنة.
(3) تكليف الجهات المعنية ودعمها في مختلف المحافظات والمراكز المجاورة للقيام بشق الطُرق التي تُيسِّـر الوصول إلى الأماكن الجبلية المُشابهة لمكان الحريق، والاجتهاد فـي تعبيدها لتفادي حصول ما لا يحمد عقباه في أماكن أُخرى مُشابهة.
وختاماً : أشكر كل من اهتم بهذا الموضوع، أو تفاعل معه تفاعلاً إيجابياً، سائلاً الله تعالى التوفيق والسدّاد، والهداية والرشاد، والحمد لله رب العباد.
التعليقات
تعليق واحد على "مقترحات لاستثمار حادثة حريق تنومة – بقلم الدكتور صالح أبو عراد الشهري"
بارك الله فيك يا بروف صالح على هذه المقترحات البناءة والمهمة في نفس الوقت الذي اصبح من الضرورة بما كان الإهتمام بالبيئة الطبيعية التي هي رئة الحياة الباعثة في المنطقة..لذا يجب وضع الدراسات اللازمة للمحافظة علي الطبيعة وإعادة ماتم اتلافه بسبب الحرائق وفق دراسات وجهود حتى لا تتكرر مرة اخرى او على الاقل السيطرة عليها بسهولة .. بالإضافة إلى إعادة تأهيلها من جديد بجهود حكومية وقطاع خاص ومجتمعي في منظومة تعاونية واحدة …
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
أخوك عزيز الخشرمي💚