الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

عندما تكشّفت الأوراق سقطت ورقة التوت – بقلم أ. صالح الشهري

عندما تكشّفت الأوراق سقطت ورقة التوت – بقلم أ. صالح الشهري

 

لقد انكشف كل ما هو مستور وفاضح عن أولئك الذين كان يتبجحون بوطنيتهم وانتمائهم والدفاع عن قضيتهم والتضحية بالغالي والرخيص في سبيل استرداد حقوقهم المسلوبة وعودة نازحي 1948 وأقسموا اليمين عند بيت الله الحرام على وحدتهم والدفاع عن قضيتهم وأن يكونوا يدا واحدة، ثم انصرفوا الى الوطن الأم فلسطين بعد أن قبضوا المكافآت وقدموا القبلات والوعود ليبقوا صفا واحدا، وما إن عادوا الى الوطن الأم حتى انفضوا ونقضوا العهود والمواثيق بعد أن أقسموا اليمين ( لتعود حليمة الى عادتها القديمة )..

وبدل أن يبلّغوا مواطنيهم بنصوص اتفاق الوحدة والعودة بهمة عالية لتوحيد الصف ووحد الكلمة، ذهب كل منهم الى غايته في ايران يقبلوا الأيادي ويقسمون الولاء المطلق للخمينية والأردوغانية ويبدأوا الاحتراب فيما بينهم لذر الرماد في العيون وفقا لولاءاتهم وانتماءاتهم الفكرية والعقائدية والمصالح الشخصية.

وأخيرا كشف سمور الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشرفين بالولايات المتحدة الامريكية للفترة من أكتوبر 1983 حتى سبتمبر 2005 الغطاء  للقناة العربية لتكون وثيقة تاريخية للمستقبل والأجيال القادمة عن الزمرة الحاكمة في السلطة الفلسطينية بالأدلة القطعية عن مواقف المملكة المشرفة التي لا تقبل أنصاف الحلول لخدمة القضية الفلسطينية وإقامة دولتين بالتوازن، وتحقيق السلام وعدم الاعتداء، لكن رموز الفساد والمصالح على حساب الشعب الفلسطيني..

والدولة الفلسطينية رفضوا كل المبادرات لحل القضية حتى اتفاقية كامب ديفيد، وقاموا يطلقون التهم جزافا ضد المملكة وقيادة المملكة الصيد الميامين الذين لم يدخروا جهد ماديا أو معنويا للدفاع عن القضية الفلسطينية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني لبناء دولته واستقلاله واسترداد حقوقه المسلوبة. اتفاقية أوسلو التي تمت بين طرفي النزاع في واشنطن برئاسة بيل كلنتون الرئيس الأمريكي في 13 سبتمبر 1993 ويا سر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وإسحاق رابين الرئيس الإسرائيلي، وقد تجاوزت بنودها اتفاقية كامب ديفيد، وكانت هذه الاتفاقية أكثر انفتاحا على إسرائيل واعترافا واضحا بالدولة اليهودية.

ورسائل هيلاري كلنتون التي أفرج عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسقطت ورقة التوت وكشفت المستور عن أوباما وتركيا وايران وتورطهم في توسيع دائرة أزمة الشرق الأوسط وما تتعرض له شعوب المنطقة العربية، وإطلاق يد ايران في لبنان وسوريا والعراق واليمن من تدخل ميلشيات حزب الله  في لبنان وسوريا، والجيش الشعبي في العراق وميليشيات الحوث في اليمن، واختراق لحمة مجلس التعاون والانفراد بدويلة قطر لتكون خنجرا في خاصرة دول مجلس التعاون..

ومنح تركيا فرصة إقامة قواعد عسكرية تركية في قطر لحماية النظام القطري، وتهديد دول مجلس التعاون، وارتباط رموز السلطة الفلسطينية في غزة وفي رام الله بكل هذه الأحداث، والتآمر على دول الخليج الأكثر دعما سياسيا وماديا ومعنويا للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ومن العجب أن هاتين السلطتين المتناقضتين في غزه ورام الله متفقتان على الاعتراض والإنكار على دولة الإمارات ومملكة البحرين على إقامة العلاقات الدبلوماسية والتطبيع مع إسرائيل..

في حين أنهما سبقا دولة الامارات ومملكة البحرين باتفاقية أوسلو. وما صرح به سمو الأمير بندر بن سلطان سفير خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة لمدة 22 عاما حتى عام 2005 عن جهود المملكة العربية السعودية ومواقفها القوية لدعم القضية الفلسطينية، وإيجاد الحلول التي تضمن الحق الفلسطيني في بناء دولته المستقلة، وتحقيق السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط. 
وهذا التصريح  لسموه الكريم يسقط ورقة التوت عن هؤلاء الذين يتبجحون بالصمود لنيل حقوق الشعب الفلسطيني ..

وهم في فلك الفرس والترك ورفع حساباتهم في البنوك السويسرية والبرازيلية والأرجنتينية، وفلسطين آخر ما يفكرون فيه، ثم يلقون باللوم على دول أقامت علاقات مع اسرائيل لخدمة مصالح شعوبهم والمنطقة، ولإيجاد بيئة يعمها الأمن والسلام في المنطقة، وضمان الحقوق الفلسطينية التي يتشدق بها بعض رموز السلطة الفلسطينية في رام الله وغزة ..

وما هم إلا أحجار شطرنج يحركها الملالي في طهران ومن في ركابهم الذين لا يريدون حلا للقضية الفلسطينية لأنهم يتكسبون من ورائها ويعيشون في أبراج عاجية لكن النهاية قد قربت بإذن الله وكما قال الرسول صلى عليه وسلم 🙁 إن الله ليملي لأحدكم حتى إذا أخذه لم يفلته )، والله المستعان. 
 
                                               

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *