جاءت مقاطعة المستهلك السعودي للبضائع التركية كردّة فعلٍ لسفاهة النظام السياسي في تركيا، بعد أن فاض كأس صبر السعوديين من النظام المأفون في تركيا، ردّة الفعل هذه بدأت بشكلٍ عفوي، من خلال مجموعة من الشباب الوطني المتحمس، مستخدما مواقع التواصل الاجتماعي، ومستثمرا لحالة السخط العامة على سياسات النظام التركي الأهوج ضد السعودية.
وقد بدأت نتائج هذه الحملة الوطنية في الظهور بشكلٍ سريع، وتداولت الوكالات الإخبارية في شرق الكون وغربه أخبار هذه الحملة ونموها السريع، ولأنّ الأمر في غاية الأهمية، وسيؤسس لما بعده فيما يشبهه من الحالات التي تعادي الأنظمة فيها السعودية، كان لا بد من بعض الوقفات التي يمكن أن تكون هامشا لمتن المقاطعة الصلب، وسأذكر في هذه المقالة بعض تلك النقاط التي يجدر التنبه لها وهي:
– ما زالت مواقف رأس المال الوطني دون المأمول في هذه المقاطعة، فإذا ما استثنينا بعض الشركات التي أعلنت مقاطعة البضائع التركية، فإنّ غالبية المستوردين للبضائع التركية ما زالوا يمارسون الصمت المريب حتى الآن، ولهؤلاء نقول: هذه المقاطعة ليست أمرا عرضيا سيزول قريبا كما تتوهمون وتحلمون، بل هي عقيدةٌ جديدةٌ قرر المستهلك السعودي أن يعتنقها وينافح عنها، وعليكم الإيمان بها قبل أن يعاقبكم هذا المستهلك.
– المصنِّع الوطني لم يقم بشكر هذه الحملة كما يجب، حيث قام المستهلك بإخراج الصناعة التركية من المنافسة، وهذا ما كان يستوجب من المصنِع الوطني شكر المستهلك، عن طريق رفع جودة المنتج الوطني وخفض أسعاره، ولكن هذا لم يحدث إلى الآن حيث لا يزال الجشع والاستغلال والغش سيد الموقف.
– هذه المقاطعة يجب أن تمتد لتشمل جميع المصنعين والمستوردين والوكلاء الذين يستوردون ما لا يليق بالمستهلك السعودي، سواء كان ذلك من ناحية الجودة أو القيمة، سواءً كانت هذه الصناعة من تركيا أو إيران أو جبل علي أو غيرها، فمصلحة المستهلك يجب أن تكون الفيصل في هذا الشأن.
– يجب على الجهات المسؤولة عن حماية المستهلك والجهات المسؤولة عن فسح الواردات أن تخجل من أدائها، حيث أصبح السوق السعودي مكبَا لنفايات المصنعين في شرق الأرض وغربها، وهذا ما لا يمكن إنكاره أو التشكيك فيه، فهذه الجهات تحتاج إلى عاصفة حزم تعيدها إلى الطريق الأذى يجب أن تسير عليه.
– للمستهلك السعودي الوطني أقول: أنت جبل طويق في مجابهة كل رأس مالٍ يسيء أهله لوطنك، وأنت جبل طويق في مواجهة كل تاجر تسيء بضاعته إلى صحتك أو حقك في شراء السلعة بسعرها العادل، حاربهم أيّها المستهلك الوطني الحر وافضحهم جميعا بالاسم وبالصفة.
التعليقات