صحيح أن الحوادث تظهر الاحتياج وكثيراً من الحوادث علمتنا كيف نتعامل مع معطياتها لكن بعد وقوعها، وهناك مايعرف بالدروس المستفادة من معالجة الاحداث منها ماهو تطويراً للموجود ومنها مايتطلب تغييره وآخر يؤكد الثبات عليه ومواصلة استخدامه.. قس على ذلك الحريق الذي نشب في جبال تنومة وإن لم يكن الحادث الأول من نوعه في المنطقة اوغيرها او مما شاهدناه وقراءنا عنه من حوادث هدم وغرق وحرائق في دول اخرى وربما شاهدنا افلاماً كثيرةً لهذا النوع من الحوادث وقد نكون طبقنا تجارباً في معاقل الدراسة والدورات لرجال الدفاع المدني والمنظمات المهتمة بالتعاون مع تلك الجهات وغيرها الا ان الملاحظ أن اخر عهدنا بهذا هو انتهاء الدرس او الفلم او المحاضرة واحياناً الانتهاء من اجراءت التعامل مع حادث مماثل اذاً ماذا استفادنا من الدرس ؟ واين ذهبت الخطط والدراسات الاحتمالية لتكرار هذا الحادث وغيره ؟
حقيقة ان امكانات الدفاع المدني التي وفرتها الدولة جبارة وان الرجال العاملين فيهم من الاخلاص والتفاني في اداء المهام مايجعلنا جميعا راضين عن اداءهم لكن طموحاتنا الاجتماعية تعانق السماء بان تكون اجهزتنا على مستوى مالديها من امكانات وان يكون لديها من الخطط والتوقعات والدراسات والتجارب (والبروفات) ما يؤهلهم للتعامل مع اي حدث بدون اجتهادات.
ان دراسة الواقع ومناطق المسؤلية والدراية بتفاصيلها احد متطلبات الاداء الناجح . ولاشك ان حريق الغابات له متطلبات كما ان لحوادث الابراج العالية والمجمعات السكانية والتجارية متطلبات. ولعل من اولويات متطلبات حوادث الغابات هو كيف يصل رجال الدفاع المدني بآلياتهم الى المكان او الى اقرب نقطة على الاقل ممكن تستخدم كأرضية لممارسة الاطفاء والانقاذ والاخلاء وقاعدة صلبة وأمنة لبقاء التجهيزات عليها طيلة زمن الحدث وهذا يحققه ابتدأً فتح الطرق والمنافذ للغابات التي من خلالها يمكن الوصول لتقديم متطلبات الاطفاء والانقاذ والاخلاء بكل سهولة ويسر شرط ان يأخذ المخطط في الاعتبار لهذه الطرق طرقاً بديلة للطواريء والمساحة التي تتسع للمعدات والاسناد والاخلاء وغيرها..
ان في المنطقة الجنوبية غابات وجبال واودية ومزارعاً معرضة لحوادث مماثلة ومختلفة احياناً الأمر الذي يحتم على جهاز الدفاع المدنى والبلديات والزراعة والنقل والجهات الامنية ذات العلاقة دراسة المنطقة دراسة علمية وواقعية تتضمن ايجاد حلول جذرية لتوفير السلامة لها واعتقد جازماً ان من اولويات المتطلبات فتح الطرق المناسبة الى تلك الغابات بما لايضر بطبيعتها اوتغيير معالمها وزوال اشجارها ودراسة كل مامن شأنه الحفاظ على الأمن والسلامة في تلك الاماكن وان يكن تحركهم قبل وبعد الحدث مماثلاً لبسالتهم اثناء الحدث ويسرني ان اشاركهم ببعض الرواء والاحتمالات التي لاتخفى عليهم لكنها قد تسهم كمداخل لدراسة اسباب هذه الحوادث وبالتالي وضع الخطط والحلول المناسبة المتفقة مع امكانات الأجهزة المعنية ان ماحدث في جبال تنومة قد يكون :-
1/ بسبب اهمال بعض المرتحلين وهواة اشعال النار والطبخ وتركها دون التاكد من اطفاءها وتحريكها بفعل الرياح وعودة اشتعالها مـــن جديد في الهشيم والاشجار
2/ قد تكون الصواعق ذات دور في اشعال النار في الغابات وهذ تؤكده الظروف المناخية قبل نشوب الحريق.
3/ هواة الصيد ومستخدمي السلاح الناري الذي قد يسبب احتكاك الطلق الناري بالصخور المغطاة بالهشيم ويحدث الاشتعال.
4/ العابثون ومعتلي الصحة العقلية والنفسية ونأمل الا يكـــون ذلك موجوداً وهناك احتمالات كثر يعلمها المختصـــون ويتعاطون بها فـــي الحوادث… حمى الله بلادنا من كل مكروه.
التعليقات