الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

الملك المؤسس عبدالعزيز ويوم الوطن الـ (٩٠) – بقلم الدكتور عمر بن غرامة العمروي

الملك المؤسس عبدالعزيز ويوم الوطن الـ (٩٠)  – بقلم الدكتور عمر بن غرامة العمروي

 

ان تاريخ هذا الوطن ويومه الوطني الذي يتجدد كل عام معين لا ينضب، فشخصية مؤسسه، وتاريخه، لا يكفي في تدوينه في كتب، ولا يستطيع متحدث ان يفيء بجوانب ذلك بحديث ولو دام اياما واشهرا، وصدق شاعر القوات المسلحة: اللواء الحفظي حين قال على لسان المؤسس:

بنيت روائع التَّأْرِيخُ وَحَـــــدِّيٌّ  **  وَبِالسّيفَ الصقيل رَفَعَت مَجْدِي

وَوَحُدَتْ الجَزِيرَةُ فَهِيَ سَفَـــــرٌ **  يُحَدِّثُ عَنْ فَعَّال الغر بَعْـــــــدَي

خُذُوا سِرَّ البُطُولَةِ مِنْ جِهَـادِي ** وَمَنُّ سَيْرِي وَأَوْلَادِي وَجُنْــــدَي   

لذا فاننا عندما تحل علينا ذكرى اليوم الوطني كل عام، فانا نستلهم منها الدروس والعبر سيرة العزة والشموخ، لقائد وملك أخذ على عاتقه لم شمل وطن متناثر، ومترام الاطراف، واسس فيه (الوطن  العظيم )، وجعله بناءً قوياً جباراً عصياً على الأعداء المتربصين، وآخابين شعوبه وقبائله، وغرس فيهم قوة التلاحم بين القيادة والشعب، على عماد في السماء شامخات، وفي الارض راسيات، قواعدها وعمادها من كتاب الله وسنة رسوله، اللذين اتخذهما دستورا لبلاده ولحكمه ولشعبه ففتحت له أبواب النصر والتمكين في الارض .

والحديث عن صفات الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والبحث يؤكد لنا أنه من أعظم الرجال، واعظم الملوك في العالم، وبفطرته السليمة القويمة، امر باقامة وتجديد ما اندرس من الدين، واعتنى بالحرمين الشريفين، وبالمقدسات الاسلامية، واقامة الشريعة، والشعائر وسنامها الصلاة وبناء المساجد، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمكنه الله من تأسيس ملكه ودولته وفق قول الله  تعالى: ( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [سورة الحج ، الآية: ٤١]

 ولما كانت هذه شرعة الملك المؤسس وكان هذا منهجه، ساد باذن الله، ومكنه الله كما وعد سبحانه، فكانت النتيجة هي: المملكة العربية السعودية العظمى، التي نتفيئا في ظلالها، ونهنأ ونأمن بأمنها، ونعيش وننعم برغد عيشها الوفير. فرحم الله الملك المؤسس، واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ثم توارث الكيان العظيم، ابناؤه الغر الميامين، سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله يساندهم اخوانهم البررة، والذين قضوا نحبهم جميعا، فنسال الله لهم الفردوس الاعلى من الجنة.  

وفي عصرنا اليوم عصر العزة والعظمة والشموخ، عصر النماء والتخطيط والبناء، في ظل ملك الحزم والعزم، خادم الحرمين الشريفين: الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده صاحب الرؤية: امير العصر وسيف النصر: محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وحكومتهم الرشيدة، وليعلم كل من يقرأ مقالي هذا، ان من اصول اهل السنة وعلاماتهم الظاهرة، الدّعاء لولاة الامر، فقد ثبت عن إمام السنة الامام احمد بن حَنْبَل – رحمه الله – انه قال : (( لو اعلم ان لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان )) لعلمه ان في استقامة وصلاح ولي الامر، فيه صلاح الرعية واستقامتهم.  

لذا اسال الله العزيز الحكيم ، ان يوفقهم جميعا لهداه، وان يجعل اعمالهم في رضاه، وان يرزقهم البطانة الناصحة المخلصة، كما اساله سبحانه ان ينصر رجال قواتنا المرابطين على حدود بلادنا، ويسدد ويعين رجال امننا الساهرين على امننا، وكل مخلص من ابناء شعبنا النبيل، اللهم امين. 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *