يقول سبحانه في كتابه العزيز “وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” وقال السدي، عمن حدثه، عن ابن عباس: ( وعلم آدم الأسماء كلها ) قال: عرض عليه أسماء ولده إنساناً إنساناً، والدواب، فقيل: هذا الحمار، هذا الجمل، هذا الفرس.. وقد جعل الإسلام اختيار الاسم للمولود ذكراً كان أو أنثى من حقوقه على والديه؛ وحثهما على حسن اختيار اسمه ، وتجنب التسمية بالأسماء القبيحة.
قدوتنا في ذلك حبيبنا ومعلمنا محمد – صلى الله عليه وسلم: يقول علي – رضي الله عنه – : لما ولد الحسن – رضي الله عنه – سميته حرباً، فجاء النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: بل هو الحسن، فلما ولد الحسين – رضي الله عنه – سميته حرباً، فجاء النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: بل هو الحسين، فلما ولد الثالث سميته حرباً، فجاء النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: بل هو محسن، ثم قال: إني سميتهم بأسماء ولد هارون، شَبَرٍ وشُبَيرٍ ومُبشِّرٍ ). (الإمام أحمد) (1\98\769و953) و(البزار) (1996)
كثيراً ما نسمع مقولة ” فلان له من اسمه نصيب “، أو”فلان اسم على مسمى” فالأسماء قوالب للمعاني، ووعاء للرمزية؛ فللأسماء تأثير في المسميات، وللمسميات تأثير في أسمائها سواء كان في الحسن أو القبح، أو الخفة والثقل، أو اللطافة قال الشاعر:
وقلما أبصرت عيناك ذا لقبٍ .. إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
قال أبو الفتح بن جني – وهو من علماء اللغة – : ولقد مر بي دهرٌ وأنا أسمع الاسم ولا أدري معناه، فآخذ معناه من لفظه، ثم اكشتفه، فإذا هو ذلك بعينه أو قريب منه. وفي الطبراني عن يعيش الغفاري قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بناقة يوما فقال من يحلبها؟ فقال رجل: أنا، قال: ما اسمك؟ قال مرة، قال: اقعد، ثم قام آخر فقال: ما اسمك؟ قال مرة، قال: اقعد، ثم قام آخر فقال: ما اسمك؟ قال جمرة، قال: اقعد، ثم قام يعيش، فقال: ما اسمك؟ قال: يعيش، قال: احلبها .
وهناك قصة طريفة تروى حيث سئل بعض العرب عن اسمه؟ فقال: بَحْر، قال: ابن من؟ قال: ابن فَيَّاض، فقال: ما كنيتك؟ فقال: أبو النَّدَى، فقال: لا ينبغي لأحد لِقَائك إلا في زَوْرَق. هذا كله يؤكد أن لكل أحد من اسمه نصيباً، ولو بنسبة ضئيلة على أقل تقدير، وفي حالات نادرة يكون على النقيضين. وهناك دراسات وبحوث علمية حول هذا الموضوع منها: دراسة أستاذ علم النفس في جامعة أوهايو (جيمس برونينغ) يتحدث عن تأثير الأسماء على الأطفال: Do Our Names Affect Our Personalities موقع (علم النفس اليوم) نشر مقالا فيه دراسة عن تأثير الاسم على الفرد والآخرين. كما نشر موقع BBC
فيا أيها الآباء، وأيتها الأمهات تخيروا لأبنائكم، وبناتكم الأسماء الحسنة؛ ليكون لهم ولهن منها قيمة ونصيب حَسَن.
التعليقات