الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

دروس وعبر في “العمل الخيري” – بقلم أ. عبدالوهاب آل مقبل

دروس وعبر في “العمل الخيري” – بقلم أ. عبدالوهاب آل مقبل

قبل أن أعود الى بيئة العمل الأولى لي في دار التربية الاجتماعيه للبنين بأبها كنت أعمل بدار الرعاية الاجتماعيه للمسنين عام 1423هـ  أجدها فرصة عظيمة ان اتكلم عن اليوم العالمي للعمل الخيري ومن حقي وحق الامانه العمليه ان اتكلم عن هذا الرجل الذي كان احد نزلاء دار الرعاية الاجتماعيه٠

العم محمد زهير يرحمة الله ينحدر اصله من تهامه رجال المع وبالتحديد من قرية حسوه عمره وقتها في بحر المئة عام او يزيد انقطع من الاقارب ظل طيلة حياته وشبابه يعمل في مزارعه الكثيره يهتم بها بنفسه حتى سرقه الزمن وآل به المآل الى دار الرعايه٠ قلت له ذات يوم لماذا لم تتزوج يا عم محمد فقال لي كنت احدث نفسي يا بني سوف اتزوج في السنه المقبله وعلى هذا الحال الى ان وصلت الى هذا الحال في هذا المكان فقلت له مازحاً اتوقع اني سوف اخطو خطاك وقتها لا انسى ضحكته وبعدها قال لي ناصحاً بكلام كالذهب..

اذا شب الفتى عشرين عاما ولم ينطح جميع المكرمات .. فلا تفرح ان قيل حياً ولاتحزن ان قيل مــــــــــات 

قصة هذا الرجل مع العمل الخيري تسطر بماء الذهب فقد باع كل ما يملك من مزارع في قريته وبنى مسجدا في الدار وبين الفينة والاخرى يطلب من مدير الدار الاستاذ ظافر الشهري صاحب الخلق الرفيع ان يذهب به السائق الى سوق الغنم بنفسه ويشتري ذبيحة ويدعوا جميع النزلاء بالدار الى احد المتنزهات لوجبة الافطار ووجبة الغداء وعلى هذا المنوال كل شهر ومن اعماله غفر الله له أنه كان يرسل احد الموظفين لشراء التمر والخبز الطري ويقوم بتوزيعه بنفسه على العاجزين عن الحركه

ولا انسى ذات يوم طلب مني زميلي في العمل ان اقوم مكانه في العمل وفِي ساعة متأخره من الليل فوجئت من العم “محمد”يدخل غرف النزلاء غرفه تلو الاخرى فتعجبت وسألت المناوبين ماذا به فكانت الاجابه كالصاعقة علي قالوا لي انه يتفقد النزلاء الذي يريد شرب الماء او يريد دورة المياة او الذي يحتاج الى غطاء لتدفئة فقلت سبحان الله رجل طاعن في السن ويحمل هذه الهمه العاليه في العمل الخير الذي تنازل عنها الكثير من الاصحاء فكان درس لي في الانسانيه وعمل الخير لن انساه ما حييت٠

بالمناسبه الكاتبه والصحفيه ساميه البريدي كتبت عن المقيمين في الدار ولمحت الى قصه العم محمد في 7 محرم 1427 العدد 1956 -.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *