الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

تاريخ الإنتهاء – بقلم الكاتب أ. عمر عقيل المصلحي

تاريخ الإنتهاء –  بقلم الكاتب أ. عمر عقيل المصلحي

 

بين الفينة والفينة، تهمس لنا أدراج المطابخ، وجنبات مستودعاتنا الصغيرة في زوايا المنزل، أو في أحد أركان أسوارنا الخارجية، وتدعونا لزيارة خاطفة، وعلى عجل؛ لتناولنا “على استحياء” ورقة طلبات مؤونة الأسبوع، ورقة لايُعْرَفُ بدايتها من نهايتها. هذه الورقة ذكرتني ببيان الأسماء الواردة في قرارات التعيين، أولها سكر، وآخرها ضغط، أقصد قدر ضغط. 

حينها نستقل المركبة، ونذهب إلى المتاجر المشهورة، والمسيومة بجودة محتوياتها، والبراعة في عرضها، وتصنيفها، مما يسهل عملية التسوق، أَرْفُف مُعَلْوَنَة، كلٌّ منها يدعوك لزيارته أرغبت في الشراء منه أم رغبت عنه، على أمل في زيارة قادمة قريبة بإذن الله.

ونحن نتجول بالعربة بين تلك الأرفف قبل الشراء، وقبل وضعها في العربة لتأخذ مكانها بين أخواتها وأبناء جنسها، نتفقد تاريخ الانتهاء ” تاريخ الصلاحية ” أقريب أم بعيد، بعد ذلك نقرر الشراء من عدمه. وهذا أمر طبيعي، يقوم به كل محبي التسوق، والمرغمين، ينم عن وعي المستهلك؛ ليدرأ عن نفسه وأسرته ما قد يعرض صحتهم للخطر، نتيجة تناول منتج منتهي الصلاحية. 

لكن هناك أموراً كثيرة في حياتنا يغيب عنا تاريخ الانتهاء لها، منها على سبيل الأمثلة لا الحصر، أعمارنا، مشكلات الطلاق، العنوسة، العزوف عن الزواج، الغيبة، النميمة، التباغض، الحسد، نكران الجميل شجع التجار، أصحاب الشقق، العقارات، مواد السباكة، والبناء، ولوازم الترفيه، والأثاث …إلى آخر سلسلة احتياجات المستهلك الغالي منها والرخيص. 

فهل أدركنا معنى جملة ” تاريخ الانتهاء ” ؟؟!!

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *