الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

وقفات .. مع طقوس الشيعة الغريبة في يوم عاشوراء – لواء م. محمد مرعي العمري

وقفات .. مع طقوس الشيعة الغريبة في يوم عاشوراء – لواء م. محمد مرعي العمري

 

من المعلوم لدى المسلمين علمائهم وعامَّتهم أن يوم عاشوراء الذي يصادف اليوم العاشر من شهر الله المحرم من كل عامٍ هو اليوم الذي نجَّى الله فيه كليمه موسى عليه السلام من الغرق، عدا الشيعة الذين لم تكن مخالفاتهم للمسلمين تقتصر على عدم إحياء هذا اليوم الفضيل بمثل ما يتذكره المسلمون ويتقرَّبون فيه إلى الله بصيامه تأسياً برسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام .

فمعتقدهم القائم على مخالفة معظم ما جاء به الإسلام وعلى ما حثَّ عليه الهدي النبوي يصوِّر لهم أن إحياء هذا اليوم يكون بأعمال تنافي الدين والعقل والمنطق كإراقة دمائهم وشجِّ رؤوسهم بآلات حادّةٍ وضرب أجسادهم بالسلاسل أو بأيديهم على صدورهم ، وأمَّا دوافع هذه الأعمال الغريبة من اللطم والتطبير – لمن لا يعرف هذه المفردة هي ( إسالة الدم عنوةً من الجسد )- .

وإليكم هذا الشرحٍ المفصَّل والمبسَّط لمعرفة فساد هذا المعتقد وتعارضه مع سماحة وحرمة دم المسلم أو إيذائه إلا وفق ما تقضي به النصوص الشرعية الموجبة لذلك، ويتعارض أيضاً مع ما جاء به نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام لأمته من مظاهر اللين والشفقة

بعد وفاة الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في دمشق، آلت الخلافة إلى إبنه يزيد ليكون خلفاً لأبيه، لكن بعضُ الصحابة ومنهم :  عبد الله بن الزبير، والحسين بن علي رضي الله عنهما امتنعوا عن مبايعة يزيد، ومكثَ الحسين بن علي في مكة، ثم أرسل له أهل الكوفة دعوةً كي يحضر ويبايعونه بالخلافة، وتوالت الرسائل التي تستحثُّه على المجئ للكوفة حتى قيل بأن عدد من شايعه من أهل الكوفة كان يربو على سبعة عشر ألفاً ورسائل أشراف الكوفة تجاوزت الخمسمائة رسالة – وهذا حسب المصادر الشيعية – .

وأمام ذلك الكَم المتلاحق من الرسائل، والأعداد المؤيدة، ووعود أهل الكوفة بنصرَتهِ، استجاب الحسين لتلبية دعوتهم ويمَّم متوجهاً الى الكوفة !! وقد حاول كثيرٌ من الصحابة نصحه وإثناءه عن الخروج إلى الكوفة أمثال : – عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، عبد الله بن الزبير، أبو سعيد الخُدري .. رضيّ الله عنهم جميعاً.

وقال له عبد الله بن الزبير: أتذهبُ لقومٍ هم قتلة أبيكَ وأعتدوا على أخيك، لا تذهب، وأيضاً قال له أبو سعيد الـخُدري: يا أبا عبد الله، إنّي لك ناصحٌ، وإنّي عليك مشفقٌ، قد بلغني أنّه قد كاتبكم قومٌ مِن شيعَتكم بالكوفة يدعونَكَ للخروجِ إليهم، فلا تخرج، فإنّي سمعتُ أباكَ يقولُ في أهلِ الكوفة: ( والله لقد مللتهم وأبغضّتهم، وملّوني وأبغَضوني، ولن يكون منهم وفاءٌ قط، ومن فازَ بهم فازَ بالسهمِ الأخيّب، فوالله ما لهم نيّات، ولا عزمٌ على أمرٍ، ولا صبرٌ على سيفٍ ) !!

ومع ذلك لم يأخذ الحسين بنصائح الصحابة بل خرج ، وعندما وصل القادسية في العراق بلغه مقتل ابن عمه مسلم بن عقيل، وكانَ قد أرسلهُ إلى الكوفة ليستطلع الأمر ويستوّثِقَ الخبر ويأخذ له البيعة، فعَلِمَ أنّ القومَ الذين كاتبوه لينصروه قد انّفضّوا عن ابن عمه، وتركوهُ وحيداً يُلاقي مصيرَه. وقد حزنَ الحسين على مقتلِ ابن عمه حزناً شديداً فرفعَ يديه إلى السماء يدعو على شيعتهِ قائلاً: ” اللهُمّ إن متّعتَهم إلى حينٍ فَفرِّقهم فِرَقاً، واجعلهم طرائِق قِدَداً، ولا تُرضِ الوُلاةَ عنهم أبداً، فإنّهم دَعَوْنا لِينصرونا، ثمّ عَدَوا علينا فقتلونا “

وقد عقد العزم على العودة عندما أحسَّ بغدر شيعته، وخيانتهم له، فاعترَضه جيش ( والي يزيد ) في العراق بقيادة ” عُبيد الله بن زياد “، ودارت معركةٌ غير متكافئة بأرضٍ تُسَمّى “كربلاء”. وخرج من جيش “عبيد الله بن زياد” بعض فرسان الشيعة يقودهم ” شمر بن الجوشن ” فاجتمعوا على ” الحسين ” وقتلوه.

نعم استشهدَ الحسين – رضي الله عنه – ، وكان في العاشر من المحرم سنة 61 للهجرة وقاتله هو شمر بن ذي الجوشن الذي كان من شيعته الذين خذَلوه وخانَوه كما فعلوا بأبيه الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه من قبل.

ولهذا فالشيعة يقومون بالأفعال الخارجة عن المألوف في العاشر من المحرّم كلَّ سنة باعتباره يوم خيانةٍ منهم فيعمدون إلى معاقبة أنفسهم ندماً وحسرةً على ما اقترفه أسلافهم بحق “الحسين” – رضوان الله عليه -.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *