الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

عندما تجف الدموع وتتحجر في المآقي – بقلم الكاتب أ. صالح الشهري

عندما تجف الدموع وتتحجر في المآقي – بقلم الكاتب أ. صالح الشهري

 

انتقل الى رحمة الله توأم روحي ورفيق عمري أخي الأستاذ “سلمان” الى جوار ربه ليلة الجمعة  24/12/ 1441 من الهجرة بعد معاناة مع المرض بمستشفى فقيه. ودّعنا الوداع الأخير بنظرات تعبر عن الرضــى بقضاء الله وقدره ولم يجــــــــزع بل كان يتمتع بالطمأنينـــــة والسكينة وأنه سوف ينتقل الى جوار ربه الرحمن الرحيم حيث لا مرض ولا وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن.

رحماك ربي بعبدك “سلمان” فلقد كان كما نعلم باراً بأمه وأبيه وذوي القربى متصالحا مع نفسه ومع مجتمعه ودوداً متسامحاً، تــــــــرك وراءه أسرة كبيرة وقد والله أحسن تربيتهم على القيم والفضيلة، وكان أحرص ما يكون على أداء الصلوات في أوقاتها، وعلى التراحـــــم فيما بينهم، فأنشأ جيلا منضبطا في سلوكه وحركته، وبعد وفاة والدنا رحمه الله وغفر الله له في عام 1416 من الهجرة تحمل بكل أمانة واقتدار هم الأسرة الكبيرة.

فكان الأب والأخ والصديق لكنه صلبا وقويا في تربيته والصلاة كانت في مقدمة اهتماماته والاحترام والتراحم والتواد، لقد كان بحـــــــــق مثالياً في التربية والسلوك والتعامل مع الآخرين، وكان همه رحمه الله أن يوفر حياة كريمة ومستقرة لأولاده وأسرته بعد وفاته وقد فعل كل ما بوسعه رحمه الله.

كنت لا أغيب عن مجلسه دائما، وكنت شديد التعلق به وكان كذلك، وكنت أجد مكاني في مجلسه مهيئاً دائما حيث كان يحرص علــى ذلك أشد الحرص كما كان يحرص حتى على مشروبي الخاص الشاي المر والشاي الأخضر، لم يكن يشكو من  معاناته مع المرض فكــــــــــان صبورا، وكان رحمه الله يكره الذهاب الى المستشفى وأحيانا كنت أحلف عليه أن يذهب الى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وكان يسألني دائماً عن أخبار الجماعة وعن مريضهم ويتواصل معهم وكان ودوداً مع الجميع.

لقد ترك فراغاً كبير في نفسي وفي الأسرة حتى أنني لم أعد أحب البقاء في جده لفراقه، لأن كل شيء فيها يذكرني بأخي ورفيق دربـــــي ورفيق همي وسعادتي حتى الدموع لم تسعفني بالتعبير عن مشاعري فقد جفت بل تحجرت في المآقي، وسوف يظل أبو محمـــد ساكنا في القلب، وصورته ستظل دائما في خيالي، فلله الحمد على قضائه وقدره وكما يقال :

رضيت بما قسم الله لـــــــــي        وفوضت أمري الى خالقــي
كما أحسن الله في ما مضـى         كـذلك يحسن فـي مـا بقــي
                       

التعليقات

2 تعليقات على "عندما تجف الدموع وتتحجر في المآقي – بقلم الكاتب أ. صالح الشهري"

  1. جزاك الله خير ياعم
    والله يكتب اجرك
    وغفر الله للوالد وأسكنه فسيح جناته

  2. تظل الكتابة في الرثاء من اصعب مايكتبه الانسان فكيف يكون حال المرء وهو يكتب عن اخيه ورفيق دربه ومؤنسه في وحدته هذا ماحواه هذا المقال المفعم بروح الوجد ومسحة الحزن على فراق من تقاسما سوياً سنوات العمر بفرحها وترحها فاحسن الله عزائك اباعبدالله وعظم الله لك الاجر وجبر الله قلوبنا جميعاً في هذا الفقيد وعوداً على ماورد في مقالك فانني والله اثني على ماذكرت من خلال حرص الفقيد رحمه الله على الصلاة وغرسها في ابنائه وحرصه على التواصل مع اقربائه هذا ماشهدته فرحم الله الاخ المربي والاستاذ وصاحب القلب الكبير سلمان بن حمدان وجمعنا به وبمن سبقنا من اهل واحبة في الفردوس الاعلى كما اساله سبحانه ان يسبغ عليك الصحة والعافية وان يبقيك ذخراً وسنداً للجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *