الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

غياب الدفاع المشترك وتخاذل عرب شمال إفريقيا! – بقلم الكاتب أ. صالح الشهري

غياب الدفاع المشترك وتخاذل عرب شمال إفريقيا! – بقلم الكاتب أ. صالح الشهري

 

المخاطر تحيط بعالمنا العربي وهم يعيشون حالة من التشتت والتشرذم والتنافر، والمعروف أن الأزمات تدفع الأمة الى التوحد ورص الصفوف ضد العدو الذي يتهدد الوجود العربي، وما يحدث على الساحة الليبية يؤكد غياب الدفاع العربي المشترك، وتخاذل عرب شمال إفريقيا وغيابهم أمام الانتهاكات التركية الصارخة لحرمة الأرض الليبية لتكون بوابة لعودة المستعمر العثماني البغيض الى دول شمال إفريقيا تحقيقا لأطماع أردوغان التوسعية والاستيلاء على مقدّرات الشعب الليبي النفطية وبناء القواعد العسكرية التي من خلالها يتهدد عرب شمال إفريقيا.

ومما يدعو للدهشة أن دول شمال إفريقيا العربية الشقيقة التي تربطها بليبيا علاقة الدين واللغة والجوار والهدف والمصير تصرح  من خلال إعلامها بأنها تقف على الحياد من بناء القواعد العسكرية التركية في ليبيا وتنفيذ أجندة أردوغان التي تؤكد الأطماع التركية في مخزونات الشعب الليبي النفطية  لتعيش ليبيا تحت مظلة أردوغان الذي ينادي ببناء مجد العثمانيين انطلاقا من الأرض الليبية.

وهناك موقف النظام قطري والذي أقل ما يقال عنه أنه خيانة لأمته العربية والذي يدعم بقوة التدخل التركي في ليبيا بالمال والسلاح والترويج الإعلامي للاستيلاء على المنشآت الليبية الاقتصادية والنفطية وبناء القواعد العسكرية لتهديد دول الجوار وتحقيق أطماع النظام التركي لبناء المجد العثماني البائد من جديد، إن هذا الموقف المهين للنظام القطري يؤكد تبعيته لدولتي تركيا والنظام الإيراني وانسلاخه من عروبته وسيادته ليدخل نفقا مظلما لانهاية له، وسوف يؤكل كما أكِل الثور الأبيض وكما يقال: الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية، والمدعو تميم يمثل بكفاءة دور “أبو رغال” الذي قاد أبرهة الحبشي الى مكة المكرمة لهدم الكعبة المشرفة..

وهاهو الآن يقوم بنفس الدور إلا أنه زاد على ( أبو رغال ) بفتح الخزينة القطرية لدعم أردوغان وداعش والميلشيات الإرهابية لاحتلال ليبيا وتشريد الشعب الليبي كلاجئين ومشردين يستجدون أوروبا والعالم، ويقوم بنفس الدور مع النظام الإيراني في اليمن لدعم الحوث ونشر الفتنة بين أبناء الشعب اليمني ودولة الجوار ليكون للنظام الفارسي موطئ قدم على الأرض اليمنية كما هو الحال في سوريا والعراق ولبنان، لكنه خاب وخسر فالمملكة لن تسمح لأعداء الدين والملة والعروبة والإسلام بتدنيس الأرض اليمنية ودولة الجوار، وسوف يقع النظام القطري والملالي في شر أعمالهم قريبا بإذن الله.

مصر العروبة لن يسمح بأن يتعرض أمنه الوطني والقومي لأي خطر عبر الأراضي الليبية والتصدي لأطماع أردوغان وميليشياته، والمملكة العربية السعودية تقف الى جانب مصر في موقفه ضد التدخل التركي وأطماع أردوغان التوسعية في دول شمال إفريقيا انطلاقا من مبدأ الأمن العربي والدفاع المشترك وصيانة الأرض العربية من المستعمر التركي البغيض لتبقى ليبيا دولة حرة مستقلة في منظومة الدول العربية، وهناك خطوط حمراء لن يسمح لأحد باجتيازها أو النيل منها، وقد أعلنت المملكة العربية السعود الوقوف الى جانب مصر العروبة وجيشها البطل للتصدي لكل التهديدات الاردوغانية وميليشياته للأمن المصري والعربي.

أوروبا انتفضت في وجه التمدد التركي في مياة المتوسط والوقوف الى جانب اليونان ضد أطماع تركيا والاعتداء على حقوقه البحرية كما نص عليه القانون الدولي، ولكن وبكل أسف بعض الدول العربية فقدت هذه الروح الأوروبية واكتفت بالحياد !!!! ، أما دولة قطر فسخرت كل إمكانياتها المادية والمعنوية لخدمت أطماع انقره وطهران في منطقتنا العربية جهارا نهارا!!! ، ومما يدعو للدهشة هذا الخنوع العربي وغياب اتفاقية الدفاع المشترك متناسين أن يد الله مع الجماعة وأن الأمة لا تجتمع على ضلالة، قال الله  تعالى: ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) وقد ورد في حديث أسامة بن شريك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يد الله على الجماعة فإذا شذ الشاذ منهم اختطفته الشياطين كما يختطف الشاة ذئب الغنم )، والله المستعان.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *