الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

“المتقاعدون” .. في كل شيء بارعون – بقلم الدكتور فايز سعد الشهري

“المتقاعدون” .. في كل شيء بارعون – بقلم الدكتور فايز سعد الشهري

 

تفاعلاً مع موضوع “المتقاعدون”… أتذكر عندما كنا شباب كنا ننظر للكبار على أننا أفهم وأسرع منهم وأكثر حيوية، ونقدر نفهمها وهي طايرة. ونختلق رموز وكلمات واشارات لها معاني خاصة نتواصل بها في وجودهم.  وبعد أن تقدمنا في السن “متوسطي العمر” أصبحنا نتغير ونتنازل عن بعض مفاهيمنا. بل أننا أدركنا فهمنا الخاطئ للمتقاعدين وكبار السن.

وكنا نحاول أن نغير ذلك لمن بعدنا ولكن ليس بجدية كافيه. وعندما تقاعدنا عرفنا ان المتقاعد قد صقل عقله بالمعارف وطبع جسده بالشدة وقد ضرب في أرجاء المعمورة ربما من الهادي شرقاً الى الهادي غرباً. وقد تمرس على اعتابها وفي اعماقها كثيراً.  واصبح هو من يفهمها وهي طايرة ومن يستطيع التقاط المصطلحات واللغات والإشارات بسرعة ويحللها ويجيب عليها..  لكن الحقيقة أن بعض المتقاعدين وربما معظمهم قبل التقاعد نسي نفسه وبعد عن ذاته وانفصل عن كثير من حياته ولم يعلم بالحقيقة الا عند خروج الوثيقة…

وأستعير كلمة أحد الزملاء عندما قال ذكرتني بالأخرة… أما الزواج فلا اظنهم بارعون فيه عند التقاعد ولكن أذكرهم بأن الحياة فيها من الملذات الكبرى الشيء الكثير من أفضلها الاستمتاع بالذكر والعبادة ففيهما سعادة لا توصف.. وثانيهما العمل التطوعي بما تستطيع من فكر وجهد، وثالثهما اسداء النصح والمشورة لمن هم في حاجتها.

ومن أفضل الأعمال أيضا البعد عن المحاكم والدوائر الحكومية… وفي هوى المتقاعدين نقول صار الخميس عندي كما السبت… الفكر رائق… والإجازة طويلة… قضيتها في صحبة ما تغربت… مع صحبة رجالهم عن قبيلة… أحياناً بالصمان وأحياناً بالخبت… وأحياناً في ذرى النماص العزيزة… ( بتصرف ) ..

              يطري عليك العرس لكــــن شيبت ..  والعرس لازم له عزوم تشيلـة

              شف المشاكل عند غيرك وعذرت ..  والراحة الزم من ونين وونينه  

وكثير قضوا أجمل حياة بعد التقاعد… متعنا الله وأياكم بحياة عامرة بالدين وبرحمة من الله وحسن الخاتمة.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *