كلمة عن الف كلمة لكنها توجيهاً صريحاً واضحاً وتطميناً لأهالي منطقة عسير من صاحب السمو الملكي امير منطقة عسير الامير تركي بن طلال (حفظه الله) يطمئن فيها اهالي منطقة عسير على املاكهم المتوارثة من مئات السنين والتي تعارف عليها اهل القرى والتهم والبوادي فلا يوجد متراً الا وقد عرف لمن تعود ملكيته الخاصة او المشاعة بين أهالي تلك القرية او تلك ومثلها الحجارة الصم الجاثمة على الارض لكن الواقع المتعارف عليه انها تعود ملكيتها لشخص او جماعة.
ففي الماضي كان اعتماد أهالي المنطقة على إنتاج مزارعهم وانعامهم التي ترعى في الوهاد والجبال والشعاب وتعارف الأهالي على النطاق العام بين القبائل والأسر والاخوان ووضعت الحدود بما يسمى ( الرزم ) وهى عبارة عن ردم من حجارة الارض نفسها او بقطع من حجر المرو الأبيض واعتبروها منارات الأرض ( ولعنوا من يغير ها ) وبهذه المنارات والحصون تم المحافظة على الأرض من التعدي والامتهان من أي انسان..
وعمت الفائدة الجميع في المشاع واستفاد الخاص من خاصيته من هذه الأراضي التي يغلب عليها الطابع الجبلي الحجري ومع تقدم الزمان وبزوغ الحكم السعودي وتأسيس وتوحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز ( طيب الله ثراه ) وبناء الدولة واشراك المواطن في تنميتها ومحاربة الجهل بنشر العلم ومكافحة المرض بتوفير العلاج وقتل الفقر بتأمين سبل الغذاء..
شاركت منطقة عسير كغيرها من المناطق برافدٍ للدولة من الرجال والغذاء من محاصيل مزارعها من الحبوب والتمر وخلافه حتى انتشرت التنمية في كل ارجاء البلاد وفتحت الدولة مجال التوظيف العسكري والمدني وتوجه شباب المنطقة الى هذه الوظائف وتطور الحال الى ما وصلت اليه المملكة من تطور ونماء، وقد آثر اهالي المنطقة الجنوبية الالتحاق بالوظائف والتعليم على البقاء معتمدين على انتاج اراضيهم المحدود والشاق في تحصيلة ..
فاهملت الأملاك من الأراضي الزراعية ومسائلها من الجبال والهضاب والوهاد حتى كادت ان تزول مناراتها وعلاماتها المتعارف عليها وحتى لاتهمل قدمت الدوله ( ايدها الله ) القروض الزراعية والمساعدات لاستصلاح الاراضي الزراعية وحفر الأبار واعطت القروض العقارية لبناء المساكن وأوصلت لها الخدمات من ( كهرباء وماء وغيرها ) دون المطالبة باي مستمسكات شرعية او بلدية باعتبار هذه املاك لا يرومها شككاً.
ووصلت عجلة التطوير والحياة الحديثة الى هذه المنطقة وتطورت عاماً بعد عام وزاد عدد السكان واحتاج الناس أملاكهم لتشييد المساكن وزراعة الأرض ومسايرة التطور دون التفكير الى اثبات الملكيات بأوراق ومستندات رسمية معتقدين ان العرف السائد منذ الأزل كافياً لحماية ممتلكاتهم كما عهدوا ذلك من الآباء والأجداد وكذلك التطمين الذي كانوا يجدونه من الجهات الخدمية والعدلية بأنها أملاك لاغبار عليها وان مناراتها واسوارها وحدودها شاهداً شرعيأ ومستمسكأ يخول بالتصرف بها في اي زمن وتحت اي ظرف..
واقتناع الغالب بهذا المنطوق العدلي الشرعي وانشغال الأهالي بتعليمهم ووظائفهم عن املاكهم الا ان الحوكمة الحديثة والتقنية التى وفرتها الدولة تتطلب تنظيماً شاملاً لكل مقومات الدولة البشرية والاراضي وغيرها مما يقع تحت مسؤليتها لتحقيق جانب الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة واثبات ذلك وفق تنظيمات عدلية واضحة ومقننة ومنظمة تقنياً وهو ماجعل اهالي منطقة عسير يتوجسون خيفةً من هذه التنظيمات التي صدرت عن الجهات العدلية..
والتي بالتأكيد انها اخذت في الاعتبار الطابع الخاص لجبال السروات وقراها وانها املاك ازلية ارتبط بها ابنائها حتى وان اخذتهم ابواب الرزق الى أي مكان اخر من مملكتنا العزيزة الأمر الذي دعا شيوخ ونواب القبائل أن يرفعون بوجهات نظرهم وطبيعة وتاريخ ارضهم الى امارة منطقة عسير التي سرعان ما استجابت لمطالب الأهالي من خلال شيوخهم ونوابهم وعرض الموضوع على سيدي الامير تركي بن طلال ( حفظه الله ) ..
الذي وجه بابلاغ الأهالي من خلال المتقدمين ان عليهم ان ( لايقلقوا ) مما اعاد الى الاهالي الطمائنية وادخل عليهم السرور وأنهم واملاكهم في ايدي امينة في ظل قائد المسيرة الملك سلمان وولي عهده ( أيدهما الله ) ومتابعة من الامير تركي ( رعاه الله ) الذي سيتفضل ببذل كل الجهد لتوضيح الطابع الخاص لهذه المنطقة وإيجاد آلية وخطة مع الجهات العدلية والبلديات لتعجيل وتسهيل تمليك الأهالي املاكهم بوثائق شرعية تطمنهم وتمكنهم من التصرف بها والأستفادة منها كحق شرعياً يعود بالنفع لصاحبه ويسهم في التطوير والتنمية للوطن.
التعليقات
تعليق واحد على "أمير عسير ( لاتقلقون ) – بقلم الكاتب أ. محمد حسن العمري"
بارك الله في قيادتنا وولاة أمرنا فلن يرضون بأن يهضم حق اي مواطن وحريصون كل الحرص على حياة كريمه لكل مواطن ونحن ومانملك فداء لديننا ومليكنا ووطننا