الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

ما أعجبك يا دنيا !! – بقلم الكاتب أ. عمر عقيل المصلحي

ما أعجبك يا دنيا !!  – بقلم الكاتب أ. عمر  عقيل المصلحي

 

ما أعجبك يادنيا! شمس تغرب، وأخرى تشرق، قمر هلال، فبدر، ثم محاق من سره زمنٌ، ساءته أزمان. هذه الدنيا، مجمعة مفرقة، تستقبل أناساً، وتودع آخرين، جديدها بالٍ، وإن طال جده، ليس لها أمان، اليوم تعطي، وفي الغد تأخذ أضعاف أضعاف ذاك العطاء، تضحك قيلاً، تبكي كثيراً،

لبساها لا يستر، ولحافها لايدفيء، تمهل كثيراً، وتأخذ على غرة، من صاحبها خذل، من أطاعها هلك، جملة لاتعرف مبتداها من خبرها، فعلها من فاعلها، لا حال ثابت، ولا صفة حسنة، لا تؤكد ولاتنفي، تقبل الصواب والخطأ، العدل والظلم، على حد سواء، تعليمها مر، طويل المدة والأجل، ثماره خير لاقاصٍ، ولا دانٍ، أو شرٌّ غيرماحٍ لكل خيرٍ كان.

وقد وصفها سبحانه وتعالى فقال : “وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”
وقال تعالى : ( إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرض مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَ الأنعَامُ حَتَّى  إذا أخذ تْ الأرض زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أنهم قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أو نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيات لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ  ) يونس 24

وقال – صلى الله عليه وسلم – ( لو كانت الدُّنيا تعدِلُ عند اللهِ جناحَ بعوضةٍ ما سقَى كافرًا منها شرْبةَ ماءٍ)
يقول الحسن البصري : “الدنيا أحلام نوم، أو كظل زائل، وإن اللبيب بمثلها لا يخدع”

وقال الشاعر حسن الهبل :
هي الدنيا وأنت بها خبيـر
فكم هذا التجافي والغرور
تدلي أهلها بحبال غـــــدر
فكل في حبائلها أسيــــــر

هكذا أنت يا دنيا ما أعجبك !!!

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *