لاشك أن الإنسان جُبل على حب الاسترخاء والدعة، والرغبة في الحصول على كثير مما يتمناه، كالطفل المدلل، لكن الحياة لا تسير على هذا النحو، سواء قبلنا ذلك أم لم نقبله، النجاح والتقدم والفوز لا بد لها من مجاهدة ومثابرة وتقديم الغالي والنفيس جهداً وعرقاً وسهراً ( وسفراً وغُربة.. ربما ) للحصول على ما يحقق تلك الرغبة المتأصلة في ذلك الجسد البالي، وهي رغبة الراحة والاسترخاء.
الفوز والنجاح يتطلب الكثير من بذل الجهد والعمل والتضحيات، واقتحام الصعاب لخلق عالم طالما حلم به الشخص وتمنى الوصول إليه. قال تعالى: ” لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18)“
إذا… بما أن الله منحك بصراً وبصيرة وأبان لك الصح من الخطأ، وأتاح لك الاختيار بين ذلك. فاعلم أن تحقيق الأهداف، والوصول لمتطلبات النفس وتحقيق رغباتها لا بد له من اقتحام الصعاب وتحمل في سبيل ذلك أقسى وأشد الظروف المخالفة لهوى النفس ومتطلباتها. أن الحياة الناجحة أشبه ما تكون باقتحام ( العقبة ) مع ما فيها من المخاطر، والتي يتحاشى ولوجها كثير من الناس.
إذا ولدت ولم يكن في فمك ملعقة من ذهب، فإن الأمر يتطلب منك بذل المزيد من الجهد والمثابرة، وخوض غمار التحديات وعدم الاستسلام لدواعي النفس المثبطة والسير خلف الفاشلين الذين لا يرون إلا في كل عقبة إلا فرصة للهروب واختلاق الاعذار لتبرير فشلهم، بعكس الناجحين الذي يستفيدون من العقبات بخلق فرص أخرى ربما تكون الأفضل والأجمل لحياتهم.
( النجاح يحظى به الذين يسعون ويكدون، لا شيء يتحقق بالصدفة )
التعليقات