السبت ٣١ مايو ٢٠٢٥ الموافق ٤ ذو الحجة ١٤٤٦ هـ

بيني وبينكم – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد الشهري

بيني وبينكم – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد الشهري

 

لو قدر لي ان أكون مسؤولا كبيرا فهل سأكون فاسدا كما هو السائد أم انني سأناضل من أجل مبادئي التي تربيت عليها منذ طفولتي، وهل إن دعتني نفسي للقليل من الفساد سأكتفي به ام ان نفسي أمارة بالفساد المتنامي والتراكمي ٍانا لا اخفيكم سرا انني أقوم بأشياء اكتشفت مؤخرا انها من صميم الفساد بل الفساد بعينه فانا أحيانا اقوم بتصوير اوراق خاصة في مكتبي وأحيانا أذهب الى البنك القريب من عملي لأنجز معاملة ما أثناء ساعات العمل ..

كما انني أستخدم هاتف العمل لإجراء بعض المكالمات لما لا يزيد عن دقيقه وفي بعض الاحيان اذهب الى مكتب آخر في ذات الدائرة التي أعمل بها لتغيير الجو ثم أعود مسرعا وأحيانا أمرر بعض المعاملات لبعض المراجعين وأسرع في انجازها وأتواصى مع نفس المفسدين المقربين في دائرتي لانجازها مناولة يد بيد ولكنني رغم هذا الفساد المقنن تم ترشيحي لأن أكون أحد منسوبي هيئة الفساد فاستبشرت خيرا ..

وسعدت سعادة جامحة كون هيئة الفساد قائمة على ردع الفساد والمفسدين من منهم على شاكلتي فتسللت الى مكتب رئيس هيئة الفساد أحمل هدية لمعاليه ليس تملقا ولا مداهنة ولكنه توددا وعربون فساد عفوا اقصد عربون صداقة وارجو ان لا يكون فسادا بعينه ( بيني وبينكم) كنت فقط أريد ان يزكيني للمنصب المأمول علني اقف بالمرصاد لكل فاسد أكل أقوات الضعفاء والمساكين ففعل

وفي يوم لاحق وجدت نفسي مسؤول كبير في دائرته الموقره فإذا بنفس الاجنده التي تسير عليها دائرة الفساد هذه مطاطية في جميع الاتجاهات وخاصة من تحت الطاوله وكنت أحسبها أضيق من خرم الأبره بمعنى انه ( أيها المسؤول اذا نزلت المدينه واعجبك شي شله) وإذا بالكل يعملون على هذا المبدأ وإذا بي أحاكي الحال السائد بين كبار المفسدين في كل دائرة وفي دائرتي خصوصا دون وعي مني عندها

اضطريت ان أساير المثل القائل ( مع الخيل ياشقرا) وإلا سأكون منبوذا مستنكَرا وانا عزيز نفس لا أرضى على نفسي الأقصاء حتى وان اضطررت الى الفساد بجميع أشكاله وانواعه ففاسد محبوب ولا أمين منبوذ.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *