السبت ١٢ يوليو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ محرم ١٤٤٧ هـ

الزراعة شمال عسير .. تحتاج إلى التطوير والتحول من النمو التقليدي إلى الزراعة المستدامة

الزراعة شمال عسير ..  تحتاج إلى التطوير والتحول من النمو التقليدي إلى الزراعة المستدامة
 
صحيفة النماص اليوم :
 

على امتداد شمال منطقة عسير، تنتشر مدرجات الحقول الزراعية، ذات الثروات النباتية المختلفة، متشابهة في تضاريسها، متماثلة في مناخها، متقاربة في مقوماتها الجغرافية، لكنها وبعد فترات من الازدهار حين كان أهاليها يمارسون النشاط الزراعي كحرفة أساسية يعتمدون عليها في حياتهم كمصدر أساسي للرزق، إضافة لما يتم على هامشها من أعمال، باتت اليوم تعاني من التفاوت الشديد في استثمارها والاستفادة منها، حيث عانى كثير منها من الإهمال والانصراف عنها.

رؤية المملكة 2030  .. تضمنت التأكيد على مصطلح «اقتصاد مزدهر»، وجاء في جملة الأهداف التفصيلية لهذه الرؤية، رفع نسبة الصادرات غير النفطية إلى 50% على الأقل من الناتج المحلي غير النفطي. 

رؤية المملكة 2030  ..  تضمنت كذلك في ثالث مفرداتها «وطن طموح ومواطن مسؤول»، وتشير هذه العبارة إلى أن المواطن يتحمل المسؤولية في الحياة وفي الأعمال وفي المجتمع، ومن أهداف هذه العبارة رفع مدخرات الأسر من إجمالي دخلها إلى 10%،  وكذلك رفع مساهمة القطاع غير الربحي في إجمالي الناتج المحلي إلى 5%. 

رؤية المملكة 2030  .. ومن المجالات التي تم التركيز عليها في الرؤية، الاهتمام بالقطاع الزراعي، والذي يؤمل أن يحقق الاكتفاء الذاتي في عدد من السلع الإستراتيجية الهامة مثل القمح والتمور والألبان والبيض، وعدد من الخضروات والفواكه. ومع هذه الرؤية، وتوفر المساحات المعدة للزراعة، بما فيها مدرجات شمال منطقة عسير، 

فرع صندوق التنمية الزراعية .. يسهم في توفير مستلزمات المزارعين ورعاية التطوير الزراعي في محافظات شمال عسير وجميع مراكزها. ويهدف الصندوق الزراعي إلى التطوير والتحول من النمو التقليدي إلى الزراعة المستدامة التي تستخدم التقنيات الحديثة في ترشيد استهلاك المياه وتوفير السيولة النقدية لتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي، من المضخات والمكائن وبعض معدات السقيا والأسمدة والبذور والمغروسات وحفر الآبار والمدرجات الجبلية والبيوت المحمية والصناعات الزراعية المتنوعة. 

الدكتور مسفر الخثعمي .. أستاذ التاريخ المشارك في جامعة بيشة يشير إلى أهمية الموقع الجغرافي والإستراتيجي لمحافظات شمال وشرق عسير، . ويوضح طبوغرافية أرض محافظة النماص، ويقول «إنها منطقة جبلية بشكل عام نظرا لوقوع حدودها الإدارية في نطاق سلسلة جبال السروات، ولذلك سطحها عبارة عن منطقة جبلية، مما يؤثر في التغيرات المناخية التي تلعب دورها في الظروف الطبيعية للمنطقة، وبالتالي في الحياة الاقتصادية لأهالي المحافظة». 

مسفر آل مناع .. يؤكد أن وزارة الزراعة أدركت أهمية الزراعة من خلال دراسة واقتراح وتقييم ومتابعة وتنفيذ مشروعات التنمية الزراعية والاستثمارات الزراعية ودعم العمل التعاوني الزراعي بما يحقق أهداف وأغراض التنمية الزراعية المثلى. وبيّن أن «الزراعة تعمل على المساهمة في إحداث تنمية زراعية ريفية مستدامة تحقق زيادة في الإنتاجية الزراعية وتنويع الأنشطة وفق الموارد المتاحة وتنمية قدرات المزارعين في المناطق الريفية، بما ينعكس على رفع مداخيلهم، وتحسين مستوى معيشتهم، ودراسة أوضاع صغار المزارعين لمساعدتهم على التغلب على المصاعب التي تواجههم، ومن مهامها العمل على تفعيل دور الجمعيات التعاونية الزراعية القائمة، والتشجيع على تأسيس جمعيات جديدة تساهم في تجميع جهود المزارعين لتحقيق أهدافهم الاقتصادية والاجتماعية».

علي بن عزيز .. عدّد الأصناف الجديدة للفواكه التي نجحت زراعتها في مراكزها وشمال عسير عامة، ومنها المانجو والتين بأنواعه والحمضيات، والآن أثبتت زراعة الفراولة نجاحها وتميز منتوجها والنباتات العطرية والتوت والأكادنيا أو ما يسمى المشمش الهندي، إضافة إلى فواكه المنطقة الأساسية كالرمان والمشمش البلدي والخوخ والقمح والذرة. 

المزارع عبدالرحمن عبدالله .. يؤمل أن تضع الجهات المعنية خطة للاستفادة من الثروة الزراعية، ويؤكد أن حرفة الزراعة تشهد حاليا تقدما ملموساً خاصة على صعيد المحاصيل الزراعية. وطالب بوضع المحافظات على مسار التنمية الزراعية وتقديم مزيد من القروض الاستثمارية الميسرة في إطار دعم المزارعين.

 المزارع علي بن سعد .. يشير إلى أن آليات التسويق للإنتاج المحلي تعد أبرز المعوقات التي تواجه مزارعي شمال عسير، حيث لا توجد جمعية زراعية تسويقية في محافظته، وليس هناك أي خطة للتسويق الزراعي أو طرق للفرز والتعبئة والتخزين وفق الشروط الفنية المطلوبة، ولا يوجد تدريب كذلك للمزارعين يواكب عودة كثيرين أو يغريهم بالعودة إلى مزارعهم. وأشار كذلك إلى غياب الزراعة العضوية رغم أهميتها، ولما لها من عوائد مالية عالية. 

 

الصورة لمزرعة بمحافظة النماص 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *