الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

حائط المبكى – بقلم الكاتب أ. محمد احمد الشهري

حائط المبكى – بقلم الكاتب أ. محمد احمد الشهري

 

اكتب مقالتي هذه وانا أكن من العداء والبغض لليهود مالا اكنه لألد خصومي وأعدائي ولا أمجد معتقداتهم وأموت وأنا على عقيدة البغض والكره لهم..

ومقالي هذا ليس لي بهم علاقه ولا بطقوسهم الدينية ولا بحائطهم الذي يتباكون عنده فهم قوم أذلهم الله وأخزاهم وهم أخوان القردة والخنازير ولكن هذا الحائط هو الذي كلما الم بي أمر مؤلم منذ طفولتي لا أجد الا ذلك الحائط ابكي عنده، ذلك الجدار هو الواجهة الشمالية لبيتنا العتيق والذي أرى فيه أنه أعظم مكانة وشأنا ومهابة من البيت الابيض يحيط به ( قطعة ارض زراعية ) هي في نظري أعظم شأنا وجمالاً من حدائق بابل المعلقه (سامراء).

اتيته قبل أيام وصدفة وقعت عيناي على ذلك الجدار  فإذا مكتوب عليه ذكريات 18/ 6/ 1399هـ فاسترجعت كل ذكرياتي بجواره.. اذ بكيت عنده عندما رأيت الناس تبكي بحرقه فبكيت مثلهم محاكاة لحزنهم وألمهم عندما توفي الملك فيصل – رحمه الله – رغم صغر سني الذي لم يتحاوز الخمس سنوات..

بكيت عنده عندما عدت أول يوم من المدرسه عام 98 للهجره وكان يوم بؤس فلم أجد الا ذلك الجدار أبكي عنده من هول ما أصابنا من رعب وخوف من أجواء المدرسه وتسلط المدرسين وقسوتهم آن ذاك..

وعند هذا الجدار بكيت حزنا والما عندما توفي عمي علي بن مغرم – رحمه الله – صاحب القلب الكبير وبكيت عنده عندما توفي إمام المسجد  محمد ابن عمير – رحمه الله – فقد كان جار بمثابة الأب الحنون وكنا نجالسه معظم وقتنا فكان رحيله حزن وأي حزن..

تجلت  فيه كل صور المآتم ،، بكيت عند هذا الجدار عندما تسلل الموت الى حياة اناس عرفناهم فاحببناهم وأحبونا ولكنهم غادروا الدنيا مرغمين إذ لا خيار في أمر محتوم ولكن بقي لهم في النفس شوق وحنين لا يزولان وإن تقادم عهدهما..

بكيت عند هذا الحائط عندما اذهب الى المدرسه محمل بكتبي الثقيله التي تنوء بها حاملات الأسفار ثم اعود بها وانا احمل مرارة أساليب التعليم في ذلك الزمن   وآلام العقاب المفرط والضرب المبرح والرعب فقط لانني لعبت الكره في اليوم الذي سبقه أو انني كسرت ما يجب رفعه أو رفعت ما يجب كسره..

بكيت عند ذلك الجدار عندما  تذكرت كل الأمور التي تؤلمني فألوذ بذلك الجدار أركن اليه فقد يكون أرق حالا من قلوب كثير من البشر..

واليوم تخنقني العبره حنينا مشوب بحزن على تلكم الايام فكم من يوم بكينا منه فلما أصبحنا في غيره بكينا عليه وهكذا هي الحياه، واليوم أجلس في ذات المكان ولكنه في غير ذلك الزمان متأملا ومتألما وفكري يجول فيما مضى وما أنا عليه وماهو آت فأبكي بصمت وذلك اعظم البكاء.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *