الحياة معركة، فوز وخسارة، من عشقها واهم، عطشان يريد أن يرتوي من ماء سراب بقيعة، كلما اقترب منه ابتعد، وكمن مشى خلف ظله يريد اللحاق به، وليس بقادر.. هيهات هيهات لما وعدتم أنفسكم به. الدنيا متاع زائل لا محالة؛ ولكن خير متاعها المرأة الصالحة، فهي السكن لمن لاسكن له. “وَمِنْ آيَاتِهِ أن خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ “
هذا السكن ليس كأي سكن، فريد من نوعه، كتلة من المشاعر، ونهر جارٍ من الحنان، فسيح يكتنف بكل دفء جميع من حوله.. المرأة عاطفية، بعكس الرجل فهو عقلاني يحكم العقل في معظم أموره، وهذا لا يعني أن المرأة مسلوبة العقل، بل عاطفتها تغلب عقلانيتها.
الزوج والزوجة يسيران في خطين مختلفين في نمط التفكير، لكن لا يمنع أن تقترب وجهات النظر؛ لتشكل خليطاً متجانساً، يكون لهما بمثابة المجهر الذي يرى مالا تراه العين المجردة، وهنا تسير سفينة الزوجية بسلام، مهما تعرضت لمواقف طارئة مختلفة من حيث الشدة والضعف.
قرأت قصة رائعة تجسد ما نصبوا إليه، أوردها رضا الجنيدي في بحث له بعنوان ( ما لايدركه الرجال وتحتاجه النساء )
يقول فيها :
– أحمد وناهد زوجان يجمع بينهما الحب ودفء المشاعر.
– أحمد يعمل براتب يكفي متطلبات الأسرة وزيادة، ولكن مع البحث الدؤوب للحصول على عمل إضافي، تبسم الحظ لأحمد فعثر على عمل براتب أعلى ومميزات أفضل، فدخل بيته هاشاً باشاً،
وأخبر زوجته الخبر، لكن ردة فعلها كانت صدمة بالنسبة له؛ حيث قالت بنبرات صوت مبحوح: راتبك يكفي ولسنا بحاجة لهذا العمل، وصدّق ذلك عبرات حب متدفق مشاعر مغناطيسية لشريك حياتها فما لايدركه هو تحتاجه هي ،
وكأنها تقول: أحتاجك رجلاً لا حافظة نقود !!
أ. عمر عقيل المصلحي
ماجستير إرشاد نفسي
تعليم منطقة مكة المكرمة
التعليقات