الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

لا تكن ظلاً لأحد – بقلم الكاتب أ. عبدالله ضايح العمري

لا تكن ظلاً لأحد – بقلم الكاتب أ. عبدالله ضايح العمري
 
 
الظل .. ظلام يُسبّبه جسم ما، عند حجب وصول الضوء لسطح ما ..
نتأثر بمن حولنا ونؤثر في الغير 
الإنسان السوي يتأثر ويُؤثر بنفس المقدار
أما الانسان الواهن فيُقلّد غيره هاربًا من شعوره بنقصه وضعفه ليجد في ذلك رضا مؤقتا ويظهر ذلك في لبسه واسلوب حديثه وطريقة عرضه لرأيه
 
فلا تكن ظلاً لغيرك  وأحرص على التميُّز ضمن مضمار فكرك وطبيعتك وليس مدار الآخرين.
أي فرد يجب أن يستقل بتفكيره وحرية رأيه وتعبيره ومبادرته – إذا أراد أن يتقدم في مجاله؛ لأنه اذا كان ظلاً لأحد فسوف يعيش في الظلام ولن يبدع أويُبرز  شخصيته وسيبقى في مركز المُوجَه وليس الموجِه لإستمرار السيطرة، وتسييّره وفق ارادة ومصلحة ودوافع المؤثر عليه.
في العلاقات الزوجية يجب أن لا تكون الزوجة ظلاً لزوجها أو أن يكون الزوج ظلا لزوجته، بل يعيشا حياة مبنية على التفاهم والمودة ولكل كيانه وفكره وآراؤه، وإن حدث خلاف؛ فالحل بالتفاهم والحوار، وليس بإلغاء رأي الآخر، لأن الذي يرضى أن يُهمش سيعيش في الظل.
 
كذلك الصداقة .. يجب أن ترتكز على إحترام متبادل، ولكل شخصية مستقلة – لا تبنى على ارتباط يشبه ” الجار والمجرور” فسيطر أحدهم | يكون دائمًا| – هو المبادر في التفكير والقول والفعل والثاني”المجرور” يبقى تابعًا له يقّلده في المظهر والتصرفات ويعيش حياته ظلاً .
 
أكثر الناس شهرة هم الذين يتمتعون بحرية التعبير والفكر والاستقلالية والتميز . 
أما اولئك الذين قرروا ان يحيوا في الظلام، فإن ضوءهم باهت ولا يشعر بهم أحد، لأنهم اختاروا أن يكونوا ظلاً لغيرهم.
مما ذُكر أعلاه يُستشف بان: الواحد منا يجب ألا يرضى بأن يكون ظلا أو صدى صوت لأحد  فإذا أردت أن تعيش في هذه الدنيا وأن تتمتع بكيان مستقل – اجعل حياتك كلها رحلة نور تُضيء فيها نفسك ومن حولك، ولا ترضى أبدًا أن تعيش يومًا في الظلام والتبعية.
 
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *