الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

سارق السبحة – بقلم الكاتب أ. محمد احمد الشهري

سارق السبحة – بقلم الكاتب أ. محمد احمد الشهري

 

كان للمسبحة مكانة عظيمة على مرّ التاريخ فهي ملهمه للتسبيح والذكر رفيقة لأكف المتقين وكبار السن في خلاواتهم وصلاواتهم ومجالسهم توارثها الناس من قديم الزمان إلا أن هناك من سرق مسابح الاتقياء فسطى على قيمها وخصائصها كي يحصي بها مايسرقه من اقوات الضعفاء والمساكين فكانت كالآلة الحاسبه التي تقوم عليها تجارته الفاسده يخفي وراءها ما حاك في صدره وكره ان يطلع عليه الناس كما انها تعدت ذلك الى ان اصبحت رمز وجاهه لمن كان فساده متعديا لكل الافعال والاوصاف ففقدت تلك السبحه البريئة طهارتها ونقائها حتى لو شوهدت في يد مرجع ديني او شيخ يتقاضى العباد بين يديه لفروا منه فرارهم من الطاعون لخلفيتها المشبوهه فماذا فعلتي أيتها المسبحه لينتهك عرضك وتطمس هويتك ويزيف تاريخك الناصع الساطع وتصبحي بيد كل من ( هب ودب ) وقد كنتي عصية إلا على التقاة تغتسلين في رحاب نقاء نفوسهم وطهر سرائرهم فوجب ان يحاكم السارق او السبحه او كلاهما كون هناك شبهة خلط و اختلاط أسقطت معايير الشرف لهما أو لأحدهما وثبت بحق أحدهم التغرير بالآخر فثبتت عليه تهمة اخلاقية لا تغتفر إذ ليس على الشي اعظم واقسى من السقوط بعد رفعة وانحراف بعد ثبات،، لقد اصبحت أخشى ان احمل مسبحة أسبح الله بها آناء الليل وأطراف النهار فيظن بي ظن السوء رغم حبي وتعلقي الشديد بها فتخليت عن أطراف النهار وأبقيت على آناء الليل احملها خفية أسبح في عجلة من أمري وعيني على كل إتجاه كي لا يراني احد اسبح واذكر الله داعياً الله ومتضرعا اليه ان يرفع الغمة عن هذه المسبحة المكلومه والأ يريني فيها مكروه فهي رمز تليد لارتباط العباد برب العباد تذكرهم وتحثهم على كثرة الذكر والتسبيح فاصبحت اليوم محل شبهات في أيادي مشبوهه يتبناها لصوص يغشى ظاهرهم الوقار وباطنهم العار.

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *