علمنا أن الحروب تستخدم فيها الطائرات والفرقاطات والمدمرات والصواريخ بعيدة المدى والقنابل الذرية والجنود والمدرعات والمدافع والدفاعات الجوية والارضية والقواعد والمطارات وحرب النجوم وأسلحة الدمار الشامل، ونرى ونسمع عن خسائر وتدميرات وتقدم وزحف وكر وفر واحتلال مساحات وأسر وسبي ونهب وكل مايقال يمكن تصديقه لانه بتزامن معه بيانات عسكرية ومشاهدات تصويرية والكل يحاول ترجيح كفة الانتصار لصالحة..
على اثر هذه الحرب تعقد المؤتمرات والاجتماعات الدولية ويتنقل وزراء الخارجية من دولة إلى اخرى لشحذ التاييد وكسب الدعم الدولي ونرى سبقات كبيرة أيهما يتحصل على تأييد الرأي العام وفي النهاية تكون المحصلة قتل وتدمير وخسائر بدون فوائد تذكر عدى استعراض القوى وفرض أمر الواقع وبعد فترة وجيزة يتم الاتفاق على تبادل الاسرى وتسليم جثامين الجنود والدخول في مفاوضات الصلح..
واعادة الإعمار والتعويض المادي والعودة إلى بحث الدروس المستفادة وتطوير الاسلحة وتعديل المسافات واقامة القواعد والردارات والتباهي بسرعة التعافي من تبعات الحرب والتخطيط لحروب جديدة ومع اطراف اخرى هكذا عرفنا عن الحروب.. لكن حرباً واحداً تدور رحاه في جميع أنحاء المعمورة دون تفريق بين دولة عظمى ودول العالم الثالث لكن لم نسمع ازيز طائرات ولا صوت التفجيرات والقنابل والمدافع ولااثار لحرب النجوم ولا للقنابل الذرية والصواريخ ولم نشاهد استعراضاً للرتب والنياشين والأوسمة أو متحدثاً عسكرياً يلقي البيانات والنتائج..
كل ماعلمنا وشاهدنا وسمعنا عن هذا الحرب الجديدة هو موت كبار السن وانهيار الاقتصاد وافلاس الشركات وفي الجانب الآخر تسابقاً محموماً أي الدول تصل الى سلاح فتاك للتصدي لهذا العدو الخفي تحت تهديدات كلاميه وتصريحات إعلامية وكل هذا وذاك لم يفضي الى مصل بسيط يعالج به مصابي هذا العدو او على الاقل تقريراً دولياً مبني على حقائق علمية وطبية لاقناع البشرية عن كيفية حدوث هذا العدو وسيطرته على المعمورة بدون أي سلاح او سابقات صوت او راجمات نريد الدول العظمى التي ظلت طول عمرها تطور اسلحة قتل الانسان ان تتفرغ أشهر فقط لتحديد سلاح هذا العدو وكيف صنعه وكيف روع به البشرية واخمد به الجبابرة وطوابير العسكر وطائراتهم وصواريخهم ..
تريد البشرية أن تعرف من علماءها هل هذا العدو من صنع الانسان واذا كان فعلاً فكيف صنعه وماهي المواد التي استخدمها لصناعته والهدف من ذلك وأين المصانع وكيف صدره ومن المستفيد ثم هل بمكن التفاوض مع المستفيد لايقاف الحرب والدخول في مفاوضات لدفن الضحايا واعادة التاسيس لبناء اقتصاد عالمي خالياً من الحروب القذرة..
واذا كان هذا من عند الله فنحن أول المسلمين بأنه ابتلاء وعقاب ولابد من تصحيح المسار للرجوع والامتثال للتعاليم السماوية ومن ثم اللجوء إلى الله بسلاح الدعاء أن يرفع عن الأمة هذا العدو الخفي وأن يبدلهم خيراً مما فقدوه ويعيد على الديار أمنها واستقرارها وصحتها وخيراتها، وبالعودة إلى الله والاستغفار والتوبة تزول النقم وتعود النعم بإذن الله ( وقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ).. أستغفرك ربي واتوب اليك.
التعليقات