هناك أمر لا أدري إن كان يفهمه أعداء السعودية أو لا وقد لاحظت الكثير من المعارضين أو جلّهم يعوّلون على أن يقوم الشعب بإحداث التغيير أو تستعيد بعض العوائل الكبيرة كما يقول القذافي نفوذها القديم ( في حقبة التفكك بين قبائل الجزيرة وتناحرها وتقاتلها!!)
ولكن الذي لا يفهمه الأعداء أن العلاقة بين الراعي والرعية في هذه البلاد ليست كغيرها في كل بلاد العالم، فهي علاقة تديّنية قائمة على البيعة الشرعية تعامل الشعب فيها مع الحاكم من منطلق الدين والاعتقاد بوجوب السمع والطاعة وعدم مفارقة الجماعة وإن حصل تقصير ديني أو دنيوي، وهي صمام أمان بإذن الله أمام مخططات الأعداء للإفساد بين الراعي والرعية.
فإذا حاولوا تجييشهم من باب الاقتصاد والفقر والحاجة وقف في طريقهم حديث النبي ﷺ ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم ) وذكر منهم ( ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنياه، إن أعطاه ما يريد وفى له، وإلا لم يف له ) رواه البخاري
وفي صحيح مسلم ( يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه صلى الله عليه وسلم، ثم سأله الثانية أو الثالثة، فجذبه الأشعث بن قيس، فقال صلى الله عليه وسلم: اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ماحملوا وعليكم ما حملتم )
وإذا أبرزوا المنكرات والمعاصي وضخموها وحاولوا إقناع الناس بآلاف الوسائل الإعلامية للخروج على ولاتهم وأن الأمور في بلادهم تغيرت وقف في طريقهم حديث عبادة بن الصامت ( بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى ألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحاً عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم) رواه البخاري ومسلم – وصفعهم حديث النبي ﷺ ( إنَّهَا ستَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا: يَا رسُولَ اللَّهِ، كَيفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذلكَ؟ قَالَ: تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ ) متفقٌ عليه.
وإذا زيّنوا لهم بعض وسائل المطالبات بالحقوق كالمظاهرات ورتبوا لهم الأيام والإعلام وأبرزوا المعارضين للدولة كأنهم يمثلون غالب الناس صدمهم الشعب في السعودية معنويا برفع حديث النبي ﷺ (مَنْ أَطَاعَني فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه، وَمَنْ عَصَاني فَقَدْ عَصَى اللَّه، وَمَنْ يُطِعِ الأمِيرَ فَقَدْ أطَاعَني، ومَنْ يَعْصِ الأمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي ) متفقٌ عَلَيْهِ. وعمليا بزيادة ترابطهم مع ولاتهم ومحبتهم لهم والدعاء لهم.
وأبشر الأعداء بأن هذا المنهج النبوي القويم يدرسه الطلاب في التعليم العام ويؤصلون عليه، ويدرسونه في الجامعات في كتب العقيدة، ويتحدث به الخطباء على المنابر بشكل دائم، ويفتي به علماء البلد قاطبة بلا استثناء، وتؤكد عليه اللجنة الدائمة للإفتاء وأعضاء هيئة كبار العلماء باستمرار وكل وزارات ومؤسسات الدولة، والشعب ملتزم بذلك انطلاقا من المسؤولية الدينية أمام الله قبل المسؤولية الدنيوية،
وهم يرون في بلادهم الحضن الدافئ والملاذ الآمن والتقدير والاحترام والحب من الملك وولي عهده وبقية المسؤولين في الدولة، وكل أزمة تمر على العالم في اقتصاده أو أمنه تمر على المواطن السعودي بطمأنينة وارتياح ولايسمع عن آثارها إلا في الأخبار بينما دولته هنا تسعى بكل طاقتها ولو على حساب اقتصادها وتعطل بعض مشاريعها لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين وتوفير أساليب العيش الرغيد الهانئ للشعب ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
كل هذه الأمور الحسنة أشعلت نار الحسد في قلوب مرضى القلوب وأضحوا يتمنون زوال هذه النعمة عن هذا الحصن الشامخ لمنهج أهل السنة والجماعة في مملكتنا الغالية ..
– غاظهم أننا نرعى الحرمين الشريفين.
– غاظهم ملايين البشر يحجون ويعتمرون ويزورون البقاع المقدسة في هذه البلاد.
– غاظهم احتفاء المملكة حكومة وشعبا بضيوف الرحمن وانعكاس ذلك على انطباع المسلمين في كل العالم لما يشاهدونه من خدمات عظيمة.
– غاظهم أننا نحمي جناب التوحيد ونرفع لواء لا إله إلا الله.
– غاظهم أننا نحكم بالشرعية الإسلامية ونطبق الحدود الشرعية وتقام الصلاة في كل الأوقات في المساجد.
– غاظهم أنه لايوجد لدينا أضرحة وقبور تُعبد من دون الله.
– غاظهم أن دولتنا من أقوى 20 دولة اقتصادا في العالم وأنها تسير في تطور كبير وتقدم باهر في مجالات عديدة.
– غاظهم اعتزاز المواطن السعودي بهويته ودولته وجواز سفره والحضوة التي يلقاها في غالب دول العالم.
– غاظهم هذا التكاتف العجيب بين الراعي والرعية حتى في أحلك الظروف.
والله وحده حسبهم والقادر على رد كيدهم إلى نحورهم، وسنبقى مع ولاة أمرنا في هذه البلاد بحول الله صفا واحدا كالبنيات المرصوص أمام مخططات الأعداء.
التعليقات