في يوم الخميس 1441/9/21 كان رحيل الاخ والصديق علي بن عبد الوهاب العميري شيخ شمل قبيلة العمرة من بني شهر، وبادي ذي بدء انعى بكل أسى وحزن روح الفقيد الطاهرة واتقدم بالعزاء لابناءه واخوانه وقبيلته وكافة قبائل رجال الحجر داعياً المولى القدير ان يتقبل روحه وان يجعلها في عليين مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
عندما اكتب هذه العبارات فان القلب ليحزن والعين تسكب دمعاً على فراق احد الرموز الذين عرفتهم منذ زمن.. عرفت الشيخ “علي” وهو لازال في صباه عسكرياً في القوات المسلحة وتعمقت العلاقة معه بعد ان التقيته مراراً في لقاءت خاصة أو في مناسبات عامة وكان كل لقاء يقوي علاقتي به لتواضعه وصدقه وحسن اخلاقه لم أشعر ان هذا الرجل قد تصنع اخلاقاً وصفاتاً خلاف ماحباه الله، وماعرفتها عنه زاده ذلك تقديراً واحتراماً لكل من عرفه وترسخت هذه المفاهيم وتعاظمت يوماً بعد يوم، وفي حياة والده كان الابن الشبل من ذاك الاسد ( رحمهما الله )
وقد تاكد لوالده انه الرجل المناسب لاستلام مشيخة القبيلة من بعده ومع ذلك لم تزده الا تواضعاً وسمواً في الاخلاق والكرم لم الاحظ عليه في اجتماعات عامة اوخاصة انه حاول الجلوس في مكان من يراه اكبر منه سناً ولم يتقدم في سير او كلام على من يراه احق بذلك منه رغم انه شيخ قبيلة وله اعتباراته لكن ادبه الجم حتم عليه ان يكون الأدب والتواضع والاحترام مذهبه وديدنه فطرياً لا تصنعاً. يقوم من مجلسه ليجلس به من يراه اجنبياً او كبيرا او ذو مكانة اعتباريه
يذهب من منزله ليرحب ويسلم على من قدم من خارج المنطقة ويعرض عليه الضيافة الحاتمية يرفع من شأن رجال قبيلته يواسي في اتراحهم ويشارك افراحهم يبذل من ماله مايسعد به اصحاب الحاجات يذهب الى مجالس الحكام ومكاتب المسؤلين من اجل تحقيق مصلحة عامة لقبيلته أو ارضاءً لاحد طلب شفاعته يسافر من مدينة الى مدينة لزيارة مريض اوكبير سن حافظ على ود الصداقة والزمالة التي بناها في ايام حياته استطاع ان يوفق بين هذا وذاك وبين متطلبات افراد قبيلته وبهذا احتل الاماكن المرموقة في القلوب وكسب محبة الجميع فما يرى او يذكر الا والناس تمتدحه وتنعم به..
كنت من الناس الذين حضيت بزيارته لي كلما أذهب الى قريتي كان يزورني مرات ليس له حاجة الا تعميق الصداقة والمحافظة على الود وتجديد اللقاء كنت لا امل مجالسته وفي كل مرة يصر على زيارته في منزله ومع ذلك لم يمكنني الوقت من زيارته..
وأخيراً .. مع ايماني بالقضاء والقدر وحتمية الموت لكل انسان الا ان وفاة الشيخ علي بن عبد الوهاب تعد خسارة اجتماعية على كل من عرفه.. عزاءنا على روحه الطاهرة، واملنا في خلفه وقبيلته لابقاء ذكره كما كان قد صدح بذكر والده وقبيلته من قبل .. رحمه الله وغفر ذنبه وبارك في ابناءه واخوانه وربعه.. والله المستعان.
التعليقات
تعليق واحد على "رحل شيخ العمرة – بقلم اللواء م. محمد حسن شفلوت العمري"
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء على هذا الاطراء لقد فقدنا علم ورمز كان سند بعد الله جل وعلى لكل من لديه مشكله وكنا نفتخر عندما يكون عندنا مناسبات وافراح ويحضر ضيوف من خارج القبيله عندما يقف غفر الله له ويرحب ويعزم ويتكلم باسم القبيله ان اعرف يوم من الايام انه تكلم باسمة غفر الله له واسال المولى ان يغفر له وان يتجاوز عنه وان يجعله في عليين مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن اولائك رفيقا جزاك الله خير وكتب اجرك وعوضنا الله فيه خير وخلف من بعده خير