الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

اختلاف أمتي رحمة – بقلم الكاتب أ. عبدالله ضايح العمري

اختلاف أمتي رحمة – بقلم الكاتب أ. عبدالله ضايح العمري

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾. علاقاتنا تُصاب بفترة خلاف لا تعني النهاية – بل هو اختبار لمن يتحمل ويتفهم أو يتعصب ويرحل! ومن الطبيعي أن يكون لكل منا رأيه الخاص ووجهة نظره وقد نتفق أو نختلف بغض النظر عن سلامة الرأي. لكن الواجب علينا العمل بما يلي:

1- الإستفادة من الإختلاف، فلا نعتبره شراً بل ظاهرة صحية لتنمية الأفكار والآراء وتكامل العقول والتواصل وتعزيز الروابط والعلاقات وتقبل الرأي الآخر، ونرسخ ذلك مع الزملاء، وفي اسرنا، فكل إنسان يرى الأمر من زاوية ومنظور خاص به. على قول الشافعي « كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام خصمي خطأ يحتمل الصواب ». كما يجب أن لا نطور الأمر لمشكلة وعداوة وحقد وقطيعة قد نسأل عنها أمام الله.

2 – نعطي من أختلفنا معه فرصة لعرض وإثبات وجهة نظره بحرية دون تسفيه أو تعصب أو فرض رأي أو تراشق يبدد أجواء الود، ليبقى التواصل وتستمرار الحياة فالاختلاف لا يفسد للود قضية.

3 – ندرك أن اختلاف البشر والبيئة ومستوى الوعي والتعلم والثقافة وتجارب الحياة والخبرة والعمر وغيرها عوامل تؤدي لتباين الآراء، فلا بد من تقبل وجهات النظر – دون تغييب عقلية الإنصاف مع الآخر، فالأمور دول من سره زمن سآءته أزمانا، وتعدد الآراء صواب لقوله تعالى: « وشاورهم في الأمر » – لنرتقي بالرأي والرأي الآخر – ونناقش بموضوعية في جو من الهدوء دون إنفعال و تعصب.

4 – إثبات وجهة النظر بالأدلة والبراهين – لا بالتهكم والإغتيال المعنوي، وذكر الزلات، وإلصاق التهم، والتشكيك في النوايا والسيرة – عند العجز عن إثبات الرأي، والإفتقار لأسس النزاهة الفكرية، والمثاليات الأخلاقية.

         

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *