1 – تاريخ تعذر الذهاب إلى المسجد، والله تعالى يقول: ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) [سورة البقرة: 286]، ويقول سبحانه:( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) [سورة التغابن: 16].
2 – وفي الصحيح عند مسلم عن أَبي هُرَيْرَةَ كان يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ، وَاخْتِلَافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ[8]»، وعملا بالقواعد الفقهية: ( المشقة تجلب التيسير )، وأن ( الأمر إذا ضاق اتسع ).
3 – ان الاعتكاف سنة، ولما جاز اقامة الفرض في البيت فانه يجوز اقامة السنة كذلك.
4 – إذا جاز للمرأة أن تعتكف في المسجد على اعتبار أن صلاتها في البيت أفضل، فلا مانع من اعتكاف الرجل في البيت عند الضرورة.
5 – ما يراه المالكية، من جواز اعتكاف الرجال كذلك في البيت إذا كان نافلة، قال ابن حجر: وللمالكية – أي الاعتكاف – يجوز للرجال والنساء لأن التطوع في البيوت أفضل[9].
6 – إذا جازت صلاة الجمعة في البيوت عند الضرورة ( هذا قول مرجوح ) وهي فريضة؛ فما المانع من الاعتكاف في البيت وهو سنة.
– شروط وضوابط : على أن يراعى في ذلك ما يلي:
1 – إذا كان في البيت سعة فليتخذ مكانا خاصا للصلاة، روى أحمد عَنْ عَائِشَة: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِبُنْيَانِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ[13].
2 – قال الشوكاني: وقال شارح المصابيح: يحتمل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن أن يبني الرجل في داره مسجدا يصلي فيه أهل بيته[14].
3 – لا مانع من أن يكون ذلك في الغرفة التي يستقبل فيها الضيوف حيث يقل دخولها في الغالب.
4 – إن لم يكن في البيت سعة فلا مانع من أن ينوي المرء نية الاعتكاف في أي مكان في البيت، على أن يراعي ما يلي:
– عدم قطع الاعتكاف الا لحاجة.
– الانعزال عن أهل البيت إلا ما دعت إليه الضرورة.
– الانشغال بالذكر والدعاء وقراءة القرآن والاجتهاد في صلاة الليل.
– لا يفسد اعتكاف المرأة إعدادها للطعام، أو تجهيز بيتها، فهذا كله يقوم به المعتكف في المسجد.
– هذا هو الراجح من أقوال العلماء وأراه، والله أعلم.
التعليقات