على الرغم من إسهام التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي في نقل الأخبار، وتوثيق الأحداث؛ إلا أنّها أصبحت بيئة خصبة لزرع الفتنة، وإنتاج الشائعات ونشرها وتزييفها – ولاسيما أوقات الأزمات -.
وإذا كانت أهداف الشائعات متعددة، فإنّ الهدفَ الأساس لها هو الإخلال بدرجة الترابط بين أفراد المجتمع، وإثارة الرأي العام، وبث القلق والشك في نفوس الناس، والإضرار بسمعة الدولة ومؤسساتها.
وإذا ما أمعنا النظر في أي شائعة، وسبرنا غورها؛ لوجدنا أن منشأها، أو مبتدعها، أو ناشرها، إما أن يكون عدوا ظاهراً، أو خائنا ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، وإما ناشرا لها جاهلاً بأهدافها.
وبسبب خطورة الشائعة على أمن واستقرار المجتمع، ولما يترتب عليها من آثار سلبية، نجد أن الإسلام قد تصدى لها في مواطن عدة، حتى وصف القرآن الكريم مطلقي الشائعات بالمرجفين.
كما أن الدولة – أعزها الله – ومن مبدأ الشفافية والمصداقية مع الجميع، أنشأت إدارة إعلامية، وكلفت متحدثاً رسمياً في كل جهاز، وأطلقت الحسابات الرسمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتكون المنصات، والمصادر الرسمية؛ لاستقاء المعلومات الصحيحة منها، وللقضاء على الشائعة في مهدها.
وفي الفترة الأخيرة ومع أزمة (كورونا) تفاقمت الشائعات، وتعدد صانعوها، وناشروها، فاصطنعت النقص في بعض الاحتياجات، وأظهرت الأدوية والمعالجات الزائفة، وتحول بعض الأفراد إلى أطباء يتحدثون بما لم يتحدث به ( أبو الطب )، حتى أصبحت الشائعة وباء ينافس الوباء المستجد (كورونا).
ولأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار؛ مما يستوجب علينا جميعاً التكاتف، وتحمل المسؤولية والتصدي لكل شائعة ومنع انتشارها، أو نقلها، واستقاء المعلومات من مظانها الرسمية، وأن يكون كل فرد مسؤولاً، وملتزما بتعليمات الدولة، وتدابيرها الوقائية والاحترازية، وهذا هو الرهان الذي أثبته، ويثبته المواطن السعودي في كل وقت، لتجاوز هذه الأزمة.
* تقدير وعرفان لحكومتنا الرشيدة على كل ما قدمته، وتقدمه لراحة المواطن، وحمايته من هذا الوباء.
* حفظ الله بلادنا، وقيادتها، وشعبها من كل شر ومكروه، وتقبل الله من الجميع صيامهم وقيامهم.
وكل عام والسعودية العظمى، وقيادتها، وشعبها في خير ونماء.
التعليقات
7 تعليقات على "كلنا مسؤول – بقلم الكاتب أ. ناصر بن حاسن العمري"
جزاك الله خير استاذ ناصر وفعلا دولتنا دولة الخير والعطاء وواجبنا ومسؤوليتنا تجاهها وتجاه ولاة امرنا تصديق واخذ الاخبار من مصدرها الرسمي والبعد عن تداول الشائعات التي لاندري عن مصدرها وغرضه ..👍👍
وفقك الله لكل خير..وكفانا الله الفتن ماظهر منها وبطن، وحفظ وطنا وولاة أمرنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده محمدبن سلمان.
أي نعم يا ابن خالي ….
إن أجهل الجهلاء من يفعل ما ذكرت و أكثر و أكثر ، إن أكثر شيء يخيف كل ذي فهم و كل ذي تجربة ، هو الجهل و قصر النظر لكثير من الناس و أكثرهم الجيل الحديث ، إن الدرس الأكبر الذي قد يجدي نفعا و يخرجهم من جهلهم هذا ، و إن كنا لا نريده ، هو أن تأتي على الناس ضروب من السنين العجاف و تتحول بهم الحياة من رتمها الممل و من جيل مترف لا يعرف العوز و لم يتعب و لم يقدر الأمور كما ينبغي ، فعندها يفنى كل مخدوم و يصحو كل غافل و يعلم كل جاهل و يعمل كل مستوعب للدرس .
الردع و مقاومة التيار مضنية فالوسيلة متاحة للكل و الحقيقة تذوب و الكذبة و الخطيئة تمران على السمع و النظر كلمح بالبصر … و الأدهى و الأمر لا رقيب و لا حسيب من البشر .
دمت ابا تركي و القراء .
بارك الله فيك وفي قلمك وفكرك أخي ناصر
وادام الله عز حكومتنا الرشيدة وكفانا الله وإياكم من كل سوء ومكروه .
كل الشكر لكم لمشاركتكم الرائعة بتميزكم ورقيكم أخي القدير الأستاذ ناصر فجزاكم الله الخير على ما قدمتم وبذلتم للعرفان بما شملنا به قادة الوطن من الرعاية والاهتمام وجعلتها الأولوية لها صحة الموطن والمقيم وعدم تلقي الأخبار إلا من منابعها الصحيحة والجهات الرسمية المصرح لها
وقد سطرت المملكة حفظها أروع ملاحم الحب والوفاء لمواطنيها والمقيمين على أراضيها وشملتهم بالرعاية والاهتمام فقدمت الغالي والنفيس وتحملت الأعباء حفاظا على صحتهم وطلبت منهم البقاء آمنين في بيوتهم وأمنت المواد العلاجية والغذائية وسائر الاحتياجات
فمن هذا المقام أبعث رسالة مرصعة بأجمل عبارات الشكر والعرفان معطرة بالحب والتقدير والاحترام فجزى الله قادتنا الخير
ماشاء الله تبارك الله ، هكذا أنت أبا تركي ، صادق منتمي لمجتمعك محبا للخير ناثرا للوعي ، زادك الله من فضله💐
بارك الله فيك وفي طرحك استاذنا الفاضل ..ولطالما كان انتقاءك للمواضيع والكلمات متميز .. وفقك الله وحفظ بلادنا وقادتنا الرشيدة.