الحياء لغة: الحشمة وضدها الوقاحة.. الحياء هو خلق كريم يمنح الانسان الوقار والحشمة والسمو، وهو عبارة عن شعور بالضيق والحرج والخجل من ظهور ما يمجّه الناس والمجتمعات بكل أطيافهم، ويكرهونه وتأباه الآداب العامة والكرامة والإنسانية السوية، والحياء شعبة من شعب الايمان، والحياء لا يأتي إلا بخير، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما كان الفحش في شيء إلا شانه وما كان الحياء في شيء إلا زانه )، وقال عليه الصلاة والسلام: ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شيئت )رواه البخاري، وهناك مقولة : حياء المرأة أكثر جاذبية من جمالها، الحياء يضبط سلوك المرأة التي تحب أن تكون لها مكانة مميزة، والحياء في المرأة يدل على عفتها وشرفها، والحياء رأس مكارم الأخلاق.
إن لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء، إن الله إذا أراد بعبده هلاكا نزع منه الحياء وإذا ذهب الحياء حل البلاء والله المستعان، يقول الشاعر صالح عبد القدوس:
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياؤك فاحفظه عليك وإنما يدل على فعل الكريم حيــــاؤه
الحياء نوعان نوع فطري كالحياء من كشف العورة، ومخالفة الذوق العام وبعض الممارسات الشاذة بالحركة أو الفحش في القول، والنوع الثاني إيماني كالامتناع عن فعل المعاصي خوفا من الله.
والحياء جمال في المظهر والجوهر والسلوك، وسمو في الحركة والحديث والتعامل مع الآخرين، الحياء يمنح الوقار والحشمة ويمنح المرأة قداسة واحتراما وإجلالا، الحياء الحصن الحصين والحرز المتين لاستقامة السلوك وحماية الفطرة السليمة من التلوث بالثقافة الغربية حتى لا يستباح الحياء فيسقط ما وراءه.
ما يشاهد على بعض فتياتنا الظهور في المجتمع وفي المناسبات الخاصة والعامة وقد خلعن جلباب الحياء، وتبرجنا تبرج الجاهلية الأولى، وهناك مقولة إذا سقط الحياء عن المرأة فإنها تصبح جسدا مستهلكا بلا قيمة وبلا كرامه يقول الشاعر:
فلا والله مافي العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
ويقول آخر:
ورب قبيحة ما حال بيني وبين ركوبها إلا الحيـاء
والمرأة تتميز بحيائها قال تعالى: ( فجاءته تمشي على استحياء )، وبصوت مرتفع أقول للأخوات الفضليات بنات وطني الحبيب بلد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية أنتن قدوة نساء أهل الأرض لأنكن حفيدات أمهات المؤمنين والصحابيات والتابعات، فعليكن مسؤولية حمل راية العفة والشرف والحياء.
أيتها الأخت السعودية حافظي على مظهرك الإيماني وحيائك الذي يمنحك الاحترام والقداسة والعفة؛ لكي يفتح لك المجتمع ذراعيه للعمل في خدمة الوطن والمجتمع، وتكوني في الصدارة وعضو فاعل في كل مجالاتالتنمية، واحترمي ثقافة العيب لكيلا تفقدي هويتك في بلد الحرمين الشريفين فيضيع الحياء ويسقط العيب وتذهبي مع الريح في أتون ثقافة الغرب التي تعامل المرأة كسلعة تذوب في المجتمع بلا هوية وبلا أهمية، والله المستعان.
التعليقات