الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

القمة الخليجية 40 – بقلم الكاتب أ. عبدالله معدي الخشرمي

القمة الخليجية 40 – بقلم الكاتب أ. عبدالله معدي الخشرمي

 

الانسان كائن اجتماعي تفرض عليه طباعه تأليف مجتمع صالح يسبح فيه، ويلبي احتياجاته، ويتلمس من خلاله الغذاء والأمان والمأوى والعلوم والفنون، والذي هداه إلى ذلك هو الخالق جل في علاه الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، فمنحه الفكر الذي يغنيه عن حظوظ الحيوان في الخلقة والتكوين من أنياب ومخالب وقرون وسموم وحوافر وأجنحة وفراء وجلود لتحصيل حاجاته وحفظ حياته.

ليس بالفكر وحده يكون الإنسان كائن اجتماعي، وإنما بالفكر والتعاون معاً، فهو بحاجة ماسة إلى التنقل والاستقرار، إلى التجربة والتربية، إلى الراحة والعمل، إلى البناء والهدم، إلى النوم والأمان، فإذا وجد الفكر، وحصل التعاون، احتاج إلى نظام يحمي الأوطان والإنسان، وقانون يدفع بعضهم عن ظلم بعض، فإذا وجد الفكر وحصل التعاون ونظم القانون، احتاج إلى قوة كامنة في أحد أبناء جنسه، إلى ولي أمر من المجتمع ذاته، ذا سطوة وبأس، ينفد به القانون، وينفذ إليه القرار.

الدور الذي تمارسه حكومة قطر الحالية، هو نسف لكل ما تقدم. نسف للفكر الإنساني، ونسف للتعاون الخليجي العربي الاسلامي العالمي، ونسف لجهود منظمات السلام ومكافحة الارهاب، وما كان ذلك ليكون لولا وجود قيادة مقهورة، مسلوبة الإرادة، ليس لها رأي أو قرار، وتتحكم بمصير ومقدرات شعب قطر، وتتفنن في تحويله من وطن خليجي عربي اسلامي انساني، إلى زاوية فتن مظلمة، ووكر عفن إرهابي، ومطية ثورات للراغبين في زعزعة أمن واستقرار الوطن العربي.

ليس لدى الفوضويون المجوس كتاب منذ القدم، فقد عاشوا عبر الزمن غير انسانيين وسيظلون كذلك، بلا فكر وبلا تعاون وبلا وطن وبلا عهد وبلا ملك أو قائد، والمستجير بهم كالمستجير من الرمضاء بالنار، قد اهتدى النحل والجراد بالطبع والفطرة إلى ضرورة وجود ملك وقائد، والمجوس لم يهتدوا ولن يهتدوا، فهل مثل هؤلاء يستجار بهم أيها القطريون!؟

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *