– ولنتذكر مكر (فرعون) قتل أطفال بني اسرائيل خوفا من موسى، ثم تربى موسى في بيته، وأراد قتله فغرق بسببه. نعم المكر السيء ينعكس على من رتب له، وفي الاثر – من حفر حفرة وقع فيها – قال رسولنا الكريم : ( لا تمكر ، ولا تعن ماكراً ، فإن الله سبحانه وتعالى يقول : (ولا يحيق المكر السيّئ إلاّ بأهله).
– نعم عاد مكر الملالي في نحورهم بقدرة الله، “ومن أصدق من الله قيلا”. وبعد شكر الله دعنا نسأل ونتأمل:
1 – هل هي عنترية غير محسوبة؟ أم هو الغدر وسؤ النية تمخض بهذا الخداج لتحريك الأزمة وفك الحصار.
2 – ألا – يعلمون أن القانون الدولي يجرم استهداف الأعيان؟ وإنما حدث يؤثر سلبا على الأمن العالمي؟
3 – هل هو استجداء لحرب يلهي الداخل الذي يتحين الفرص للإطاحة بعصابة الملالي ؟
4 – هل هو لصرف الانظار عن سلوك التخادم في ” لعبة ” التهدئة بين حزب اللات ونتنياهو، التي كشفت حيل إيران لتلميع اذنابها.
5 – هل هو عمل طائش؟ أم قذارة لنقل الصراع لبلادنا، والزج بنا في فتن وفوضى، تسبب الأزمات وتجيز التدخلات، لحساب ما وراء الأكمة؟
– بكل المقاييس – ايران – خاسرة في هذا الرهان للإعتبارات الآتية :
[1] – بعدما أوشكت فرنسا على تهيئة الأجواء للحوار، احرجتها بتوجيه سهام الشر لمعامل الطاقة، فجنت شر أعمالها (ردة فعل مناوئة) لها .
[2] – خسرت إجماع اوروبا وتقلص تباين الرؤى بينها وامريكا وقل التعاطف ولم يعد بالإمكان القفز على الحقائق، وتساوى أمل الملالي في تحقق أهدافهم مع امل اخوهم ابليس في الجنه.
[3] – برزت أصوات تحذر من خطورة صناعتها للصواريخ البالستية والمجنحة على العالم بأسره، وضرورة تضمين حظر صناعتها أي اتفاق قادم مع إيران، فإبقاءها ضمن إمكانياتها – تفريط بأمن العالم.
[4] – انكشف نظام إيران كثورة ملالي متعطشون للدماء والدمار لا يمكن الثقة بهم – وهذا يؤيد تبنى ترامب لموقفه، ويظهره محقًا عندما انسحب من الاتفاق الفاشل الذي لم يكبح إيذاء ايران للعالم. بالإضافة لزيادة النظرة التشاؤمية للصفوية “
– أما بلادنا فبتوفيق الله تعاملت مع الحدث بمهنية وسياسة متأنية وأدركت أن النفط سلعة تهم العالم فكان تصرفها في غاية الذكاء والحصافة، واليك شواهد العقلانية وفن إدارة الأزمة :
(1) – اعادة الإمدادات في زمن قياسي طمئن العالم وجعلها محل ثقتة.
(2) – لم تستثمر الحدث بشكل يؤزم السوق، فلو وقف التصدير بحجة التدمير لارتفع السعر وتأثر العالم – ولكن لأيمانها بأن ابتزاز العالم لا مبرر له ويعد صفاقة واستغلال نهى عنه الدين الإسلامي – التزمت بواجبها نحو البشرية، فالتقط العالم هذه الرسالة وبدأ في التحرك معنا .
(3) – كشفت خبث اهداف الهجمة (a – الإضرار بالمعامل b – ضرب موقعنا الاستراتيجي c – محاولة جرنا لفتنه) – فأفشلت ذلك بالتأني وتأمين حاجة السوق فارتاح العالم لقدرة المملكة على مواجهة الأزمات .
(4) – أثبتت أنها مصدر آمن وموثوق به وقادرة على منع تقلبات أسعارالنفط، بعون الله ثم بكمية المخزون والإحتياطي والفائض الذي حال دون التأثير المتوقع .
(5) – عرضت أجزاء من أداة العدوان لتأكيد مصدرها ” إيران ” وأشعرت العالم بأنها لم تنتهي من التحقيقات.
(6) – استدعت خبراء امميين وجهات مستقلة ومتخصصة لتقصي الحقائق وإقامة البينة، وتدويل القضية لاستثمار الإرادة الدولية في حماية السلم العالمي. وردع الثورة المارقه بقواعد القانون الدولي .
(7) – كشفت خبث ملالي إيران كأصحاب أهواء واطماع توسعية عدوانية، تتدخل في شؤون الدول، وتنتهز الفرص لإحتلالها أوالتحكم في قراراتها وقدراتها، مستغلة البعد الطائفي الذي جعلت منه (مطية) للتوسع الكسروي وحلم الولي الفقيه.
(8) – كسبت تنامي التعاطف الإيجابي في مواقف الدول بعودة إمدادات النفط إلى مستوياتها قبل الهجوم .
(9) – استشعر العالم استمرار حاجة للنفط، فسحب الدول من احتياطياتها لا يغني عن نوعية النفط، وليس كمية ما لديها من مخزون وهذا هو المهم في أسواق الطاقة .
(10) – تعريف العالم بما تملكه الدولة من مخازن داخلية وخارجية وعائمة وأن جزء من المصافي في العالم، ملك لأرامكو مثل “موتفيا” أكبر مصفاة في” أمريكا.
فالله الحمد والشكر ثم التقدير والاحترام لقيادتنا لتعاملها مع الحدث بمستوى كسب العالم . – دام عز بلادي.
التعليقات
تعليق واحد على "مغامرة الإعتداء على أرامكو – بقلم الكاتب أ. عبدالله ضايح العمري"
حفظ الله بلادنا من كل شر ،، ورد كيد الكائدين في نحورهم ،، وصح بنانك أخي العزيز عبدالله .