بعيداً عن تأثير الأبواق الليبرالية والعلمانية على البيوت والأسر المحافظة، وإن كانت هذه الأبواق منذ زمنٍ بعيد تعمل على أجندة تستهدف العلاقة الأسرية في تلك البيوت، إلا أن هناك مشكلة اجتماعية عامة تعصف بالبيوت في وقتنا الحاضر.
مظاهر الإنفتاح ودعوات الاستقلال وطلبات التحرر من قيود بيت الزوجية وما إلى ذلك مما يدعو إلى الإنفراد بالحياة والقرار والتوجه والخيار .. هذه من أبرز إشكالات انهدام البيوت على أهلها في وقتنا الحاضر، وأقول هذا من واقع القضايا التي نعايشها ونعاني من مشاهدها وآثارها في مجتمعنا الآن.
برامج التواصل الاجتماعي والرغبة في عيش حياة آخرين على قدر كبير من الانحطاط وعدم القناعة بواقع الحياة في البيوت المحافظة على التقاليد والقيم والأوامر الربانية والإنسياق خلف أنصاف الدعاة والمتسلقين على العلم الشرعي وفتنة الناس وخاصةً النساء في دينهم هذه أربكت البيوت وأفشلت كثير من مشاريع الأسر، وعزف بسببها الكثير من الشباب الآن عن الزواج وتشتت الكثير من الأبناء بسبب طلبات الطلاق المتزايد تحت ذرائع واهيه من قِبَل الزوجات أو الأزواج، في ظل تهاون العقلاء في الحزم مع هذه الظاهرة التي أصبحت ظاهرةً إجتماعية مزعجة ومحزنه في آنٍ واحد.
الحل لن يأتي بوحيٍ من السماء، ولا بمرسوم ملكي يعيد العقول إلى رشدها، الحل في رجوع البيوت والمُربِّين إلى الكتاب والسنة، ثم في قيام العقلاء بواجبهم تجاه الشباب والشابات ممن دخلوا عش الزوجية وممن لا زالوا خارجه، توعيةً مع حزم، وإرشاداً مع متابعة، وإصلاحاً مع تقويم، والله أعلم.
التعليقات