الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

بماذا سنواجه الأزمات؟! – بقلم الكاتب أ. رافع علي الشهري

بماذا سنواجه الأزمات؟! – بقلم الكاتب أ. رافع علي الشهري

 

نحن في هذه البلاد العزيزة الغالية، على قلوبنا نحن السعوديين خاصة، وعلى قلوب المسلمين الموحدين في شتى بقاع الأرض عامة، فبلادنا هي مهبط الوحي، ومنطلق الرسالة والحضارة الإسلامية العريقة، ومنها رسول الله واصحابه، وهي حاضنة الحرمين والمشاعر المقدسة. وتَربّص ويتربص بهذه البلاد كل أعدائها من غير المسلمين، وأهل البدع والخرافات من المسلمين، الذين يخالفون أهل السنة في توحيد الله عزوجل،. بالإضافة إلى أهل القوميات العربية المناوئة للدين وأهله.

بيد أن الله سبحانه قد حمى هذه البلاد من كل أولئك المتربصين، علماً أن قدراتها المالية والعسكرية متواضعة، غير أن قدراتها الإيمانية والعقدية عالية بين ولاة أمرها وشعبها وعلمائها وجلّ أطيافها، فكان الجميع لحمةً واحدة وصفاً واحداً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، فلم يجروء الإتحاد السوفيتي القوي المهيب حينذاك على التقدم ولو خطوةً واحدة نحو بلادنا، وأقدامه في عدن وأذرعه في العراق وسوريا وجلّ بلاد المغرب العربي، وهو المناصر الأول للبعثيين والإشتراكيين والشيوعيين والقوميين والناصريين،. الذين يكيلون لنا العداءالحقيقي المعلن ليلاً ونهارا!

لقد واجهنا الأعداء في الأزمات بالإلتفاف حول قيادتنا وعلمائنا، والإستعداد للتضحية عن العقيدة والحرمين والحمى، وبالإيمان الحقيقي الصادق، وبالدعاء والإلتجاء إلى الله عزوجل، فالدعاء في الأزمات وعند البأس وعند لقاء الأعداء بلسمٌ عظيم يأتي بالنصر ويحقق الغايات ويضفي على الانفس طمأنينةً واستبسال، وقوة عزيمة وفداء، فقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يدعو الله متضرعاً في كل الحروب.

وقد روي أن القائد قتيبة الباهلي سأل عن الشيخ العلامة محمد بن واسع في إحدى المعارك، فقيل له إنه في جهةٍ من الصفوف يدعو الله بالنصر وقد رفع إصبعه نحو السماء، فقال قتيبة قولته المشهورة ( والله لأصبع ابن واسع أحب إلي من الف سيف شهير والف فارس طرير)! واليوم تحيط بنا في الخليج خاصة والمنطقة كافة أخطار عاتية، وفتنٌ قادمة، وأزمات متتالية متسارعة، فبماذا ستكون المواجهة؟! – هل ستكون بالإيمان الحقيقي والبعد عن المنكرات؟ – وقد تفشّى عبر الكثير من وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي التشكيك في الكثير من ثوابت الدين وقيمه، والتقليل من إحترام أهل العلم الشرعي ودعوتهم، وانتشار الإختلاط العبثي الممتزج باللهو والرقص والغناء! – وهل ستكون المواجهة بالحسّ الأمني؟

والكثير من طالبي الشهرة عبر التغريد وعبر وسائل التواصل المختلفة والمتعددة، لايفتأون ينشرون عن قصد أو دون قصد كل مايقلل من قدر مجتمعنا دينياً وخلقياً وفكرياً، والبعض لايتوقف عن نشر مايقع بيده من تعليمات أمنية وإدارية، إن كان موظفاً في جهة حكومية، وقد يتخللها معلومات هامة بها إحصاءات فردية ومالية، تفيد كل عدو لهذه البلاد. وهل ستكون بالإلتفاف حول قيادتنا وعلمائنا؟ – وفينا من يصغي لقنوات ومقاطع وكتابات وطروحات الأعداء،. ويتابع مايقولونه عنا وعن بلادنا وعن علمائنا والذين لايريدون لنا إلا شرّاً ولايريدون الخير لبلادنا وولاة أمرنا وعلمائنا أبدا، فقد بدت البغضاء من أفواههم وماتخفي صدورهم أشدّ وأنكى!

إن الإحتمالات التحليلية، للأوضاع في المنطقة تتوقع أن الخطر الداهم قادم إلا أن يشاء الله فيصرف عنها ويلات الحروب ومساوئها وويلاتها، والله على كل شيء قدير.- إننا في هذه البلاد الكريمة قبلة المسلمين ومهبط وحي ربهم، ومهوى أفئدتهم، لنسأل الله أن يحمي بلادنا ويصرف عنها كيد الأعداء، ويوفق ولاة أمرنا لكل مايحبه ويرضاه، وأن يعيننا على المحافظة على ديننا الذي هو عصمة أمرنا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل بقدر مايستطيع، وأن يوحد صفنا مع ولاة أمرنا حفظهم الله، حتى نكون جميعاً درعاً واقيا بإذن الله ضد أعداء الدين والمليك والوطن!

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *