الأربعاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٣ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

مشبب والعملة العراقية .. للكاتب أ.عمار الشهري

مشبب والعملة العراقية .. للكاتب أ.عمار الشهري

صحيفة النماص اليوم :

مشبب ذالك الرجل الطاعن في السن صاحب الروح الشبابية المرحة , ابن محافظة المجاردة الذي يحب المجتمع ويحبونه

والذي يبادر في تقديم الخدمات لمن حوله دون تردد وبلا كلل ولا ملل

مشبب ذالك الرجل صاحب القصص العصامية وأخصائي الحكم والنوادر وصديق الأمثال العربية التي لا تكاد تفارقه

مشبب الذي يذكر العملة العراقية أكثر من ذكره ربه !

فما يكاد يجلس في مجلس ولا يدخل سوق ولا يتعبد في مسجد حتى تجده يتساءل عن العملة العراقية

( متى ترتفع , لماذا لا ترتفع ,كيف ترتفع )

وفي ذات يوم بادرته بسؤال عفوي ما هي فائدتك من العملة العراقية ؟

فضحك وقال والله لن أزوج أبنائي ولن أبني منزل حتى يرتفع الدينار العراقي

فعرفت حينها أن آماله وحقوقه مرتبطة ومتعلقة بالعملة العراقية

فقلت له هل تمتلك شيئاً من الدنانير ؟

فزاد ضحكه وقال لديه ثلاثة ملايين ثم اقسم انه في حال ارتفاعها 100% فأنه سيدفع لي منها مائة ألف ريال ,

فأسعدتني إجابته الصادقة وأحزنتني كثيراً

فقلت لنفسي كم من مشبب يعيش حولي ؟

ثم ودعته وذهبت ولازالت الأسئلة تجول وتصول في مخيلتي دون توقف

فلا أدري هل أتمعن في حال مشبب المُمْتَعِض المتفائل !

أم أتفحص الصورة العراقية المحزنة والمخزية التي تعاني من تفكك واضح في الخريطة الجغرافية والسياسية والاقتصادية !

لا أدري أين أذهب هل انطلق إلى الدينار المقطوع أم إلى الريال المحبوس ؟

لا أظن أن العملة العراقية ترتفع في ظل الخطة القادمة لتوحيد العملة الخليجية , إلا في حال انضمام بغداد إلى مجلس التعاون الخليجي

وحينها سيسعد مشبب وأخوته في العالم العربي بالثراء والعيش الكريم ويتخلصون من الكافر الأكبر (الفقر) الذي انتشر حولهم وأكل وشرب معهم

كم أنا مستاء لحال مشبب الذي عمل في القطاع الحكومي حوالي 35 عام دون أن يأسيس منزل يستقربه هو وأسرته

وكم أنا مستاء لحال بلاد الرافدين التي تعاني من التهجير والفقر والجوع والإقصاء

إن الذي قصم ظهر الشعب العراق في الآونة الأخيرة هي الحكومة الطائفية المطرزة بالنمط الجاهلي

إن العراق التي كانت رأس العرب في الفكر والثقافة والتقدم أصبحت تحتاج إلى من يدفعها إلى التطور والتقدم

ولن يفعل ذالك بها إلا الوطنيين المخلصين من الشباب الطموح

الذين يسعون لتجديد حضارة البصرة والكوفة والذين يرسمون هيكلة واضحة لبناء اقتصاد عراقي قوي ومتين .

 

وكز : اللهم أجعلني أتذوق تمر البصرة في رمضان القادم بدنانير العم مشبب .

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *