الليبرالية : هي فلسفة سياسية، تأسست على أفكار الحرية والمساواة.. فاما الحرية: فتمثل الليبرالية الكلاسيكية، وهي الحرية المطلقة. واما المساواة: فتتجلى بشكل أكثر وضوحاً في الليبرالية الاجتماعية، ويتبنى الليبراليون مجموعة واسعة من الآراء تبعاً لفهمهم لهذين المبدأين، ولكن يدعم الليبراليون بصفة عامة أفكاراً مثل حرية التعبير، وحرية الصحافة، والحرية الدينية، والسوق الحرة، والحقوق المدنية، والمجتمعات الديمقراطية، والحكومات العلمانية ومبدأ الأممية.
ماهية الليبرالية: الليبرالية حركة سياسية، ظهرت أثناء عصر التنوير، حيث حظيت بشعبية كبيرة بين الفلاسفة والاقتصاديين في العالم الغربي، وذلك بسبب رفض الليبرالية للمفاهيم الدارجة، كالملكية المطلقة، والتميز الإلهي للملوك، وسيطرة دين الدولة على الشعب.
مؤسس اللبرالية : أسسها المفكر الإنجليزي جون لوك لتكون فلسفة مستقلة، فقد كانت فلسفته تقول بأن للفرد حق طبيعي في الحياة، الحرية، والملكية الخاصة، ووفقاً لنظرية العقد الاجتماعي، فإنه يتوجب على أي حكومة ألا تضطهد أياً من هذه الحقوق الطبيعية للفرد، واهم مقاصدها المساوة بين الجنسين ، وحقوق المراة كما يقولون.
منهج اللبرالية : علاقة الليبرالية تدمير الأخلاق، ونبذ احكام الدين، والليبرالية لا تأبه بسلوك الفرد ما دام محدوداً في دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار؛ فالليبرالية تتيح للشخص أن يمارس حرياته ويتبنى الأخلاق التي يراها مناسبة، واذا أصبحت ممارساته مؤذية للآخرين مثلاً ؛ فإنه يحاسب على تلك الممارسات قانونياً، كما تتيح الليبرالية للفرد حرية الفكر والمعتقد كيف يشاء. وترى الليبرالية أن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً.
انواع اللبرالية: وهي سبعة أنواع ( إسلامية – اقتصادية – دولية – اجتماعية – علمانية – تنويرية – جديدة كلاسيكية ).
اللبرالية والاسلام : فقد ظهر العديد من التيارات الفكرية التي تدعو لليبرالية إسلامية، وهي غالبًا تدعو للتحرر من سلطة علماء الدين، والفصل بين آراء علماء الدين الإسلامي وبين الإسلام ذاته، ويميل اللبراليون الى إعادة تفسير النصوص الدينية، وعدم الأخذ بتفسيرات رجال الدين القدامى، حيث يرون أن الإسلام بعد تنقيته من هذه الآراء والتفسيرات، فإنه يحقق الحرية للأفراد خاصة فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير وحرية الاعتقاد. لكن يرد عليهم علماء الدين ، ويقولون : بأن الليبرالية نشأت في مجتمع مقهور من قبل الكنيسة، وهي نتاج بشري لا يمكن مقارنته بما جاء من عند الله، حيث أن الإسلام جاء شاملا كاملا، ويتمثل ذلك في القران الكريم الذي انزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يحتاج إلى تعديل او تبديل، ثم السنة النبوية المطهرة التي هي وحي الهي ايضا.
خصائص الليبراليّة : مرجعية الليبراليّة الأولى تتمثل في فضاءٍ واسعٍ من القيم التي تتمحور حول الإنسان وحقوقه الطبيعيّة كالحرية والكرامة كما يقول اللبراليون، وهي تتعدد بتعدد الليبراليين الذي يُعتبر كل فردٍ فيهم مرجعاً لحركته، والتاريخ الليبرالي يزدحم بالعديد من التجارب المنوعة، ومن حاول فيه الفرض أو الإلزام سقط من سجل التراث الليبرالي، ومن هنا تتوضّح معاكسة الليبراليّة في مفهومها للراديكاليّة؛ لأن الليبراليّة لا تعترف بأي مرجعيةٍ مقدسة تحولها إلى حركةٍ تنغلق على نفسها، وهذا يخالف مبدأ الليبراليّة التي تنادي بحريّة الأفراد.
ظهور الحركة الليبراليّة : ظهرت الليبراليّة كحركةٍ بمفهومٍ سياسي في عصر التنوير، وأصبحت تحظى بدعمٍ وشعبيّة من قبل الاقتصاديين والفلاسفة في دول الغرب، ورفضت الحركة الكثير من المفاهيم التي كانت شائعةً في ذلك الوقت . – وتراهم يحاربون كثيراً من شعائر الدين، مثل: اذان الصلاة، ويقولون انه مزعج، ولا يقبلون التناصح، ولا يودون الصلوات في وقتها، ويرون ان المساجد دور اهدر المال في بنائها، ولا يلتزم احدا بها، ويرون ان الانسان يختار لنفسه ما يشاء بحرية مطلقة، ويدعون ان الدين لم يساوي بين الرجل والمرأة، وينادون بحرية المراة خاصة، وبحرية الجميع عامة، والمتمثلة عندهم في ترك الحبل على الغارب، يفعل ما يشاء وكيف يشاء، دون حسيب، ودون رقيب.
– هكذا هي اللبرالية المشينة .. وهكذا تدعوا، وهكذا تطالب، وهكذا تعيش ينطبق عليهم قوله تعالى: ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) .- [سورة الأعراف الآية: ١٧٩]
التعليقات