( وَيْل لمن جعله الله مفتاحا للشر ) – بقلم د. عمر غرامه العمروي     

الحمد لله خلق الخلق، وجعل منهم شقي وسعيد، والصلاة على رسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه، وسلم، وبعد: ففي الحديث الصحيح الذي اخرجه اصحب السنن من حديث: ابي نظرة، وابي موسى الاشجعي، وانس ابن مالك وعدد من الصحابة، قالوا: قال رسو الله صلى الله عليه وسلم: (( إنَّ اللهَ تبارَكَ وتعالَى لما خَلَقَ آدمَ قَبَضَ مِن طِينَةٍ قَبْضَتَيْنِ: قَبْضَةً بِيَمِينِهِ، وقَبْضَةً بِيَدِهِ الأخرى. فقالَ للذِي بيَمِينِه: هؤلاءِ للجنَّةِ ولا أُبَالِي، وقالَ لِلَّذِي في يَدِهِ الأخْرَى: هؤلاءِ للنَّارِ ولا أُبَالِي، ثُمَّ رَدَّهُم فِي صُلْبِ آدَمَ فَهُمْ يَتَنَاسَلُونَ عَلَى ذلك إلَى الآنَ )) .

 وفي رواية اخرى: (( إن من الناسِ مفاتيحُ للخيرِ، مغاليقُ للشرِ، وإن من الناسِ مفاتيحُ للشرّ، مغاليقُ للخيرِ، فطوبى لمن جعلَ اللهُ مفاتيحَ الخيرِ على يديهِ، وويلٌ لمن جعلَ الله مفاتيحَ الشرِّ على يديهِ)) . وفي رواية اخرى: (( قبض اللهُ قبضةً بيمينِه فقال: هؤلاء للجنَّةِ ولا أُبالي، وقبض قبضةً بيدِه الأخرَى فقال هؤلاء للنَّارِ ولا أُبالي)). 

الا وان الذي نراه من افعال وأعمال شواذ البشر، وأقبح الناس والمفسدين في، ممن يسعون في الارض فسادا، يهلكون الحرث والنسل، من حكام قطر، وتركيا، وإيران، ومنهم على شاكلتهم، تلك الطغم الفاسدة، اقبح الناس أفعالا، وأشرهم اعمالا، والعنهم سلوكا، وافقرهم وأسوأهم اخلاقا، واجهلهم بالدِّين وأحكامه، لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا .

ان هذه النصوص الصحيحة تنطبق عليهم، مناهجا وسلوكا، وأنهم والله اعلم ممن خلقهم الله مغاليق للخير، مفاتيح للشر، في كل زمان ومكان، على ظهر المعمورة . فلا يمضي شهرا ؛ بل يوما الا والعالم تسمع وتشاهد على وسائل الاعلام في كل مكان مساويهم وفسادهم، لماذا ؟ – لان الله – جل وعل ا- جعلهم مفاتيح للشر مغاليق للخير، واذا كان الامر من الله واليه فلا راد لقضاه، يقضي بما امر ويفعل ما يريد عز شان وتقدست اسماءه .

اجتالتهم شياطين الجن والإنس، فانا يبصرون، وزينت لهم أعمالهم وأفعالهم، فلن يتوقفون، ولن يسمعون، وسيطر عليهم علماء الضلال الذين حذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم في الا حدائق الصحيحة بقوله: (( إنِّي لا أخافُ على أمَّتي إلَّا الأئمَّةَ المُضلِّينَ وإذا وُضِع السَّيفُ في أمَّتي لم يُرفَعْ عنهم إلى يومِ القيامةِ )). وفي رواية صحيحة اخرى:  (( قالَ لي عمرُ: هل تعرفُ ما يَهْدمُ الإسلامَ ؟ ! قالَ : قلتُ : لا ! قالَ : يَهْدِمُهُ زلَّةُ العالِمِ، وجدالُ المُنافقِ بالكتابِ، وحُكمُ الأئمَّةِ المضلِّينَ )) .

اللهم شتت شمل المفسدين من حكام فطرو تركيا وإيران ومن سار على نهجهم واقتفى اثره، اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق غاية،واجعلهم لمن خلفهم عبرة واية، ياقوي يا عزيز. اللهم اجعلنا ممن جعلتهم مفاتيح للخير، مغاليق للشر، واجرنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وانصر اللهم واحفظ ولاة امرنا وعلمائنا ومقدساتنا وشعبنا، من كيد الكايدين وعبث المفسدين، يا رب العالمين .