لم يكن مسلسل كـ”شباب البومب” أو برنامج كـ”خواطر” أن يحظى ويجتذب كل تلك الأعداد المليونيـــــــــــــــة من الزائرين لولا أن للدراما والكوميديا شعبية طاغية لدى الجمهور العريض من طبقات المجتمع بأطيافه المتنوعة – سيما صغار السن دون العشرين – الذين تستهويهم الصورة والنص والصوت والحركة “الوسائط المتعددة”، وتزداد هذه البرامج إقبالاً إذا كانت من إنتاج محلي يحاكي ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده.
انتشرت وسائل التقنيات والتواصل انتشار النار في الهشيم، وأضحى الجميع صغاراً وكباراً يتلقفون ما تنشره تلك الوسائل صباح مساء بــما فيها من الغث والسمين دون تمحيص، وربما أُعيد توجيهها من جديد، ما يلقي بالمسؤولية على الجهات التي لها دور في النشر سيما وزارة الاعلام والثقافة والاتصالات.
لدينا من أبناء المجتمع من يملك كل مقومات النجاح، ولديه الموهبة الفنية، والمشاعر الفياضة، والذوق الرفيع، متى ما تــــــــــــــم اكتشاف موهبته، وأتيحت له الفرصة، وحظي بالدعم المادي والمعنوي، ونال التدريب الكافي في جميع الجوانب ذات العلاقة بالتمثيل والفنـــــــــــون، كـ”التأليف والتمثيل والإخراج” وغيرها، لتكون مهنة إعلامية أساسية ضمن المهن المصنفة في الخدمة المدنية أسوة بغيرها من المهـــــــن الأخرى.
لو لم يكن لوزارة الثقافة في المراحل الأولى لتأسيسها في الوقت الحاضر إلا الاهتمام بالدراما بإفراد مساحة تبني من خلالها القيم والعــادات والتقاليد في نفوس الناشئة لكفاها شرفاً، ذلك أن تاريخنا الإسلامي المشرق والتراث الإسلامي العريق يزخر بالكثير من تلك الكنــــــــوز التي تنتظر إبرازها، ناهيك عن العادات والتقاليد النابعة من شيم العرب كالكرم والصدق والأمانة والإحسان والعدل …الخ.
وزارة الثقافة هي الجهة التي يناط بها صناعة الدراما، فلديها الإمكانات المادية والبشرية الهائلة، ومن خلالها تتشكل قناعات الناس بكــــــل أطيافهم، متى ما أخذت على عاتقها التخطيط السليم بإنشاء أقسام للدراما والكوميديا ضمن أقسامها الإعلامية، وإيصال رسائلها عبر وسائل النشر الالكتروني المتعددة، وتوظيف وسائل التقنيات الحديثة لتحقيق الرؤية 2030م بمشيئة الله تعالى.
التعليقات