الأحد ١ يونيو ٢٠٢٥ الموافق ٥ ذو الحجة ١٤٤٦ هـ

الحمار الوفي ! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

الحمار الوفي ! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم
 
 
الكلب والحمار ضربا أروع الأمثلة في الوفاء، أظهر ذلك المشهد الذي تناولته وسائل التواصل الاجتماعي بمحافظة الليث وفيه يظهر وفــــاء الحمار وهو يحمل بفمه كلباً لينقذه من السيل الجارف ويوصله إلى بر الأمان. مثل تلك المشاهد هي ما ينبغي نقله، والتعليق عليــــــــــــــــه، واحتساب الأجر بنشره، واستخلاص العبر بمشاهدته، فهي صورة حية جميلة، ومشهد رائع له ما بعده، يبعث رسالة قوية ومؤثرة لمــــــــن فقدوا الرحمة. 
 
ما أروع صور الوفاء! وما أجمل صفة الرحمة التي جعلت من الحمار البهيم ذلك الحيوان الأليف الأعجم يتصف بهذه الصفـة، ويرتقي لهذه المنزلة، بعد أن فقدها من له عقل من بعض بني آدم. لا عجب! فالكلب قد سبق الحمار بالوفاء وضُرِب به المثل وحفظ العهـــــــــــد لصاحبه، وله مع أهل الكهف صحبة دامت ثلاثة قرون (309) من السنين وهو قائم بحراستهـــــــم ( وكلبُهم باسطٌ ذراعيهِ بالوصيد ).الكهف ( 18 ).
 
 في الجانب الآخر المظلم يظهر للعيان حيناً، ويغيب عنها أحياناً بعض التصرفات الطائشة من معدومي الضمـــــــــير، وممن فقــــــــدوا حس الإنسانية، ونُزِعت من قلوبهم الرحمة، وهم يعبثون بتلك الحيوانات الأليفة ويعرضونها للتعذيب، ويزداد عملهم شؤماً حين نشر أفعالهــــــــم الدنيئة عبر وسائل الاتصال المتعددة. 
 
الحمار والكلب كانت إلى عهد قريب تُباع وتُشترى ويُنتفع بها، وفي وقتنا الحاضر بعد أن تعطلت منفعتها أوشكت على الانقراض! فقـــــــــــد تتعرض للدهس بالسيارات، أو الموت بالجوع أو المرض، ما يستدعي من الهيئة العامــــــة لحماية الحياة الفطرية الالتفات لهذه الحيوانات، وجلبها من مناطق تواجدها، لحمايتها من الاعتداء، وتكثيرها في المحميات قبل انقراضهـــا.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *