لايحافظ على الأوطان في أمنها وأمانها، إلا من انتمى لها انتماءاً وافياً غير منقوص، والإنتماء الحقيقي يقوى ويتشكل إذا إجتمعت لدى المواطن كل المقومات المشتركة في أي وطن كان، كالعقيدة والأصل والنشأة والفكر، ويضعف ذلك الإنتماء عند فقدان أحد هذه المقومات ويزداد ضعفاً عند فقدان أكثر من واحد.
فحين إجتمعت كل هذه المقومات لدى الملك عبدالعزيز رحمه الله هو وسكان هذه البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها الى جنوبها أستطاع بإذن الله أن يوحد هذه البلاد “المملكة العربية السعودية”، ويلم شتاتها وشعثها، ويجعل دستورها كتاب الله وسنة رسوله الكريم .. لتصبح بناءاً شامخاً وكياناً سامقاً، تحت راية خفاقة واحدة، لاإله إلا الله محمد رسول الله!
ولما دلف الخلل الى بعض النفوس المتلوثة ببعض الأفكار الوافدة إختل الأمن وأضظرب قليلاً، فظهرت بعض المناوشات مع رجال الأمن، لكنها كُبتت في مهدها ولله الحمد. وما دلفتْ هذه الأفكار عبثا، بل دلفتْ عمداً لتزعزع أمن البلد الأمِن والذي هو مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومحضن الحرمين والمشاعر المقدسة، ولانه مأرز الإسلام واصل العرب وبيت العقل والحكمة والحنكة.
فتأثر في مطلع الستينات جماعات بالأفكار
بيد أن هناك خطراً يبدو
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها .. عند التقلب في أنيابها العطبُ
وقد يكون هذا الخطر أشد فتكاً من داعش والقاعدة وغيرهما من
إنه الخطر اللبرالي الأعزل حالياً، الذي ينادي أصحابه في
غير أنه في الحقيقة ينبثق من الفكرالعلماني الذي يعادي كل دين ويعتبر الدين أفيون يجب محاربته، حتى أنها جعلت دين الله الذي اختاره للبشرية (الإسلام) وبقية الأديان التي حُرفت من قبل في كفة واحدة، وتَعتَبر اللبرالية أن الايديولوجية والملكية خصمان لدودان لها، لا يقرلها قرار إلا بإزالتهما ونشر الحرية المطلقة والديمقراطية وسيادة القانون الوضعي الذي لا يتكئ على منهج شرعي ديني !
ومن البديهي جداً أن نعلم أن الفكر اللبرالي لا يرضي ولا يقبل دستوراً.. ديننا الاسلامي محافظاً حتى وإن كان معتدلاً في كل مجالات الحياة، فهو لايفتأ ينتقد كل شيء من أجل أن يغير كل شيء، وليقول بأعلى صوته أن الدين وعلماءه هم الذين خربوا كل شيء. وهانحن نرى ونسمع من حين لآخر تورط بعض دعاة اللبرالية في هذه البلاد المباركة من رجال من رجال ونساء وتخابرهم مع جهات ضد هذه البلاد وهم الذين يطلقون على انفسهم إصلاحيون حقوقيون، والذين كثيراً ما يتصدرون المشهد الاعلامي سواء كان مكتوباً أو مرئياً أو مسموعاً.
ولا ريب أن جلّ السفهاء المعارضين لهذه البلاد والمتشدقين ضدها وضد ولاة أمرها وعلمائها ورموزها من الخارج، هم من المحسوبين على الفكر اللبرالي، حتى أولئك الذين يظهرون باللحى ويتظاهرون بالتدين كالمسعري والفقيه، فكثيرا مايرددون ألفاظا وعباراتٍ مسيئة ( كفتاوى كنيسة ) ( وعلماء الكهنوت ) لينعتوا بها علماء هذه البلاد، وكلمة (كنسي) تعتبر من قاموس الفكر اللبرالي العفن..!
إذاً فالفكر اللبرالي هو الذي أستطاع أن يسيء لبلادنا ولدستورها وقيادتها وعلمائها ومجتمعها وسياستها، في كل مكان من العالم، وهو الذي شوّه الصور الناصعة المضيئة وتواصل مع أسوأ الصحف والقنوات العالمية ليقول لها كذباً وزوراً أننا في بلادٍ ضد حقوق الإنسان وحريته .. إن هذا الفكر المعْوج الأعرج ( اللبرالي) هو الخطر الأكبر على بلاد المسلمين كافة وعلى هذه البلاد خاصة… إن لم يؤد في مهده كما وئد غيره من قبل!
التعليقات