الثلاثاء ١٥ يوليو ٢٠٢٥ الموافق ٢٠ محرم ١٤٤٧ هـ

الأخ “رفيق الدرب” – بقلم الكاتب أ. محمد بن جابر الشهري

الأخ “رفيق الدرب” – بقلم الكاتب أ. محمد بن جابر الشهري

 

الأخ هو ( رفيق الدرب ) وهو روح الحياة، والحياة من غير أخ لا طعم لها ولا لون، لأن الأخ يعطيها أمل وتفاؤل، والأخوة جميلون دائماً مع بعضهم في كل المواقف والأمور فالأخ هو السند الوحيد عند الحاجه .. والأخ كلمة تعني عيني الثانية وسندي بالحياة  يٓا أخوي”‘ يا عزوتيٍ ٰ.. يا ضحكتي وبكايُ.  أبشر بعزك ما نخلي المواجيب .. وأبشر بخوي لا نخيته يطيعك. أخوانْي في عينيٍ اليمنى ملوك وسلاطينْ .. وفي عينٓي اليسرى دواء للمضرة – ان كان عز الأخوان يرفع الراس .. عز الله اني فيهم رافع راسي – علمتني يا خوي أتعب على الطيب.. ومن زود طيبك صار طيبي طبيعة..  – ما أنسى علومك لو غدا الرأس به الشيب .. ومحبتك تبقى بخفوقي وديعه – طوبى للشخص الذي يهتم بأخاه بقدر كبير عندما يكون مريضاً أو عاجزاً كما هو الحال عندما كان على ما يرام بصحة وعافيه ..

الأخوة الصادقة علاقة مثالية جميلة، يعيش أهلها سعادة حقيقية في الدنيا، وتبقى متصلة في الآخرة، بعيدة عن المصالح الضيقة والمنافع المؤقتة والشوائب المكَدِّرة، قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة..

ذكر عليه الصلاة والسلام نموذج فريد وحالة رائعة للأخوة الصادقة، التي لا تبتغي عَرَضَ الدنيا ولا المصالح الضيقة والحاجات العارضة، أنَّ رجلًا  « زارَ أخًا لَهُ في قريةٍ أخرى، فأرصدَ اللَّهُ لَهُ، على مَدرجَتِهِ، ملَكًا فلمَّا أتى عليهِ، قالَ: أينَ تريدُ؟ قالَ: أريدُ أخًا لي في هذِهِ القريةِ، قالَ: هل لَكَ عليهِ من نعمةٍ تربُّها؟ قالَ: لا، غيرَ أنِّي أحببتُهُ في اللَّهِ عزَّ وجلَّ، قالَ: فإنِّي رسولُ اللَّهِ إليكَ، بأنَّ اللَّهَ قد أحبَّكَ كما أحببتَهُ فيهِ» . يقول ابن الجوزي: وَفِي هَذَا الحَدِيث فضل زِيَارَة الإخوان، وَهَذَا أَمر بَقِي اسْمه وَذهب رسمه، فَإِن الإخوان فِي الله عز وَجل أعز من الكبريت الْأَحْمَر. 

أخوة الصدق يلزمها حقائق عملية وأمور تطبيقية، فهي ليست مجرد شعار يرفع أو كلمات رنانة تُقال، والوصول إلى ذلك يحتاج إلى إرادة صادقة ومجاهدة فعالة، لأن تحقيقها ليس سهلا على النفس، يقول الشافعي: من صدق في أخوة أخيه, قتل علله, وسد  خلله ..

اسال الله ان يألف بين قلوب الاخوه في هذه الدنيا ويصلح شأنهم ويجمعهم على محبة الله وطاعته فالانسان لايعلم بمكانة اخيه او اهميته الا بعد موته حيث يصبح مكسور الجناح ضعيف الجانب يشعر بالوحده والانكسار بين الناس فعليكم بإخوانكم في حياتكم قبل ان يأتي الموت ومن ثم لاينفع الندم على التقصير الذي فرط به في هذه الدنيا !!!

 

التعليقات

تعليق واحد على "الأخ “رفيق الدرب” – بقلم الكاتب أ. محمد بن جابر الشهري"

  1. صدقت يابا عبدالرحمن
    واهديك هذا البيت

    جاء الحبيبُ الذي أهواهُ من سفرٍ *** والشمسُ قد أثّرت في خدّه أثرا
    عجبتُ كيف تحلُ الشمسُ في قمرٍ *** والشمسُ لا ينبغي أن تُدرك القمرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *